زايد جرو – تنغير / جديد انفو

اعتاد الناس بمدينة تنغير سماع ومتابعة الاحتجاجات العمالية والطلابية والحقوقية والنضالية بشكل عام  بساحة المدينة وبشوارعها في كل فاتح ماي من كل سنة حيث تكون المناسبة  مواتية للمطالبة  والمحاسبة والمراقبة ، وكل المحتفلين بالعيد العمالي يعبرون بطلاقة وبحرية ودون خوف أو صمت عن مطالبهم بضرورة تحسين ظروف العيش وتوسيع هامش الحريات النقابية والتذكير بما عانى منه المواطنون في كل القطاعات من سنوات الرصاص والاعتقالات التعسفية التي ذاق فيها السجناء اليساريون عذاب  سوط البصري وأحلافه في التوجه القمعي والذين جربوا في الأجسام الأدمية كل ألوان التعذيب ورسموا الخرائط الجغرافية على  أجسادهم بالأسلاك الكهربائية  وأدمى البعوض والقمل وكل الحشرات الزاحفة نعومة أجسادهم والروائح الكريهة والظلام القاتم قي الشتاء والصيف والرطوبة المفرطة ذهبت بأبصارهم  في مخافر وزنزنات تزمامارت واكدز والقلعة .. وذنبهم فقط أنهم طالبوا بالكرامة والحرية والديموقراطية ورفضوا أن يكونوا سياجا لخطابات الديكتاتورية.

هذه السنة صمت عميق بالمدينة بالمناسبة بعد مقاطعة النقابات الثلاثة وكل التنظيمات التي تنضوي تحتها والتوجهات النضالية المتعاطفة معها  فاتح ماي ،وهي سابقة تاريخية وطنية  خطيرة ودرس فيه حكمة وعبرة لأن هذه النقابات لا يمكن أن تغامر بالمقاطعة  إلابتبصر وبعين عقل وتعقل وصواب احتجاجا على حوارات مغشوشة  يكون فيه اللقاء من أجل اللقاء وعلى سياسة حكومة طفت على سياستها توجهات شخصية وشخصانية من شوبانيات وبنكرانيات وبنخلدونيات وعثمانيات ورباحيات  وعلت في قبة اجتماعاتها خطابات السفاهة، وإليكم فاتح ماي 2015 بتنغير .