أحمد بيضي – جديد أنفو
ليس من السهل أن يصدق المرء بسرعة وجود "مطرح للأزبال" بقلب حي المحيط بعاصمة المملكة، قبل الوقوف على حقيقة الأمر، إذ يعاني شارع عبدالكريم الخطابي بهذا الحي، من "نقطة سوداء" على مساحة واسعة غير مبنية تحولت إلى مطرح للنفايات يصعب على المرء معاينته دون التعبير عن سخطه واشمئزازه، وبديهيا أن يتساءل الكثيرون حول سبب تجاهل الجهات المسؤولة والمنتخبة لهذه المعضلة الكارثية، والتي كان عليها استدعاء أصحاب المساحة الأرضية المذكورة لمساءلتهم وإرغامهم على إيجاد حل للمشكل أو التعامل مع الأمر بما يلزم من الإجراءات والتدابير اللازمة.
وارتباطا بالموضوع، فإن أول ما يسترعي انتباه العابرين لشارع عبدالكريم الخطابي هي تلك الأزبال المنتشرة والمتراكمة بشكل عشوائي على طول المساحة الأرضية المشار إليها، والواقعة تحديدا بمحاذاة عمارة رقم 108، حيث تحولت إلى مطرح أزبال يبعث على التقزز والغثيان بسبب مشهدها المخجل والروائح النتنة التي تزكم الأنوف، وما تستجلبه من حشرات وكلاب ضالة، وما قد ينجم عنها من أضرار صحية وبصرية، بالأحرى الحديث عن استفحال الوضع مع قدوم حرارة فصل الصيف.
ويشار إلى أن "المطرح" كان، لفترة طويلة، مستورا عن الأعين بواسطة سور مؤقت تم هدمه مؤخرا، في إطار الأشغال الجارية على مستوى أرصفة الشارع، ما أدى إلى تعرية هذا المطرح، وجعله "موقع أزبال بامتياز"، دونما أدنى حسيب ولا رقيب، إذ جعله، أكثر فأكثر، مفتوحا للأزبال التي ترمى فيه على يد عديمي المسؤولية من المارة والتجار وساكنة الحي، وأضحى مرتعا خصبا للمخلفات المنزلية وغير المنزلية، وعبئا على القاطنين والعابرين للشارع.
ورغم نداءات السكان المحيطين بالموقع، منذ عدة سنوات، لم يعثر أي ملاحظ على أدنى تفسير لمعنى تقاعس الجهات المسؤولة عن احتواء هذه البؤرة السوداء، بالأحرى التذكير بتواجده بأهم الشوارع الرئيسية لحي المحيط بالرباط، والحامل لاسم مجاهد أمازيغي مغربي كبير، يعد من أهم قادة الحركات التحررية في العالم، والذي ليس سوى أسد الريف عبدالكريم الخطابي، فهل ستتدخل الجهات والسلطات المعنية لاحتواء المهزلة؟ .

