أحمد بيضي -  خنيفرة

في شكاية أودعها فاعل جمعوي بتغسالين، إقليم خنيفرة، لدى مكتب وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، يوم الأربعاء 6 ماي 2015، وسجلت بمكتب ضبط الوزارة تحت عدد 21001، استنكر فيها محاولة اقتحام مفاجئ لمنزل أسرته قامت بها مجموعة من عناصر الدرك الملكي والمخازنية، يقودهم رائد بالدرك بخنيفرة، وتم حينها تعريض والدته، البالغة العقد الثامن من عمرها، لترهيب عنيف عند رفضها السماح للعناصر المذكورة بعملية التفتيش، وبعدها فوجئ الجميع بتراجع هذه العناصر عن عملية التفتيش، ما أكد للجميع وجود أهداف ترهيبية انتقامية وراء الفعل. وليس من المستبعد أنها ترمي إلى تشويه سمعة الأسرة المستهدفة أمام الجيران والرأي العام المحلي، في قضية من دون تهمة ولا سابق إنذار، ولا حتى تبرير منطقي لقرار التفتيش.

وبحسب الشكاية التي حصلت "الاتحاد الاشتراكي" على نسخة منها، رأى المشتكي، محمد أبوعالي، أن العملية، التي وقعت مساء الثلاثاء 5 ماي 2015، جاءت انتقاما منه جراء فضحه لعدد من التجاوزات والخروقات، أبطالها "مسؤولون بتغسالين، ودركيون متورطون في قضايا فساد ومخدرات ودعارة"، حسب قوله، حيث لم يكن يتوقع أن يتم الهجوم على منزل أسرته بذلك العدد المكون من 8 دركيين و6 مخازنية، إضافة إلى مسؤولين بالدرك، حيث تقدم أحدهم من المنزل المستهدف وأمر والدة المشتكي بفتح الباب لإجراء عملية تفتيش، فرفضت أول الأمر، علما بأن جل أبنائها يتواجدون بالديار الاسبانية منذ 5 سنوات، باستثناء الفاعل المعني بالأمر الذي هاتفته وأشعرته بموضوع القوات العمومية المطوقة لباب المنزل.

ولم يكن من الفاعل الجمعوي، والمتتبع للشأن العام المحلي، محمد أبو عالي، إلا الانتقال إلى عين المكان، ووجد والدته، فاطمة الصغير، طريحة الأرض بسبب تعرضها لاستفزاز وتعنيف ترهيبي، قبل تقدمه من مسؤول الدرك (ش. ع) لاستفساره حول ملابسات هذا الحصار، فاكتفى هذا الأخير بأنها تعليمات من النيابة العامة دون تفاصيل. ورغم تشكيك أبوعالي حيال هذا الادعاء، قام بإفساح الطريق أمام العناصر المشار إليها لدخول المنزل من باب الاحترام الواجب للقانون، إلا أن قائد الهجوم عاد فتراجع عن عملية التفتيش، واستدعى سيارة إسعاف لنقل صاحبة المنزل، ما حمل المشتكي إلى التأكد الفعلي من عدم وجود أية تعليمات من النيابة العامة، ولعل التصرف لم يقع إلا بشكل مزاجي لغاية ترهيب الأسرة المستهدفة. 

ونظرا لصعوبة "الولوج إلى المعلومة" لدى مصالح الدرك الملكي، لم تتمكن جريدة "الاتحاد الاشتراكي" من تبيان وجهة نظر مسؤولي هذه المصالح حول خفايا "التصرف الهوليودي" الذي طال أسرة أبوعالي، وكان في مظهره عملا مثيرا لأكثر من علامة تعجب، حيث لم يفت الفاعل الجمعوي مطالبة وزير العدل والحريات بالتدخل الفوري لفتح تحقيق في الواقعة، والكشف عن أسبابها ودوافعها، مضيفا في ذات الشكاية أنه يتوفر على شهادة طبية تخص ما تعرضت له والدته العجوز، ومستعد للإدلاء بها فور مباشرة إجراءات التحقيق.



المصدر: جريدة الاتحاد الاشتراكي - الثلاثاء 12 ماي 2015