جديد انفو - متابعة ( و . م . ع )

 التأم اليوم الجمعة بالرشيدية، ثلة من الباحثين والأكاديميين والفاعلين المؤسساتيين لمناقشة وتدارس الإكراهات التي تواجه الموارد الوراثية بمناطق الواحات والسبل الكفيلة ببلورة آلية ناجعة لتثمينها والمحافظة عليها.

وتندرج هذه الورشة، التي تنظمها على مدى يومين كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية حول "الموارد الوراثية بالواحات : الأدوار والرهانات للبحث والتنمية"، بتعاون مع وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان وبرنامج واحات تافيلالت والمعهد الوطني للبحث الزراعي، في إطار الأنشطة المبرمجة برسم 2014 - 2015 لإنعاش وتنمية البحث العلمي بكلية العلوم والتقنيات التابعة لجامعة مولاي إسماعيل.



كما يندرج هذا اللقاء - بحسب المنظمين - في إطار تفعيل البروتوكول الخاص ب"الولوج والتقاسم والأهداف في شأن الاهتمام بنتائج البحث العلمي" للمساهمة في تنمية الواحات بمختلف الجهات لكونها تعرف تحولا مستمرا، حيث أصبح التنوع في هذه الموارد يفرض ضرورة إعداد مسودة مشروع بمشاركة السلطات المختصة والباحثين والمقاولين والمنظمات غير الحكومية للإسهام في إطار ورش جماعي لتدارس التوجيهات الاستراتيجية الكفيلة بإعطاء دينامية للبحث والتعريف بالموارد الوراثية وكذا تثمينها بمختلف الواحات.

وأكد رئيس جامعة مولاي اسماعيل بمكناس السيد الحسن سهبي، خلال الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة العلمية، أن تحقيق التنمية يظل رهينا في مجمله بالتدبير الأمثل للموارد البيولوجية والفضاءات الطبيعية ، مشيرا إلى أن المغرب يضم بفضل موقعه الجغرافي عدة فضاءات ايكولوجية تشكل احتياطيا مهما من الموارد الوراثية، التي أصبحت تحظى باهتمام كبير من طرف المسؤولين والفاعلين الاقتصاديين والساكنة، نظرا للأدوار والرهانات التي تشكلها هذه الموارد .

وبعد أن أبرز أن مناطق الواحات تواجه اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، عدة تحديات تتمثل بالخصوص في وضعيتها الهشة والتغيرات المناخية وما ينجم عنها من انعكاسات سلبية، قال رئيس الجامعة إن الحفاظ على الموارد الوراثية وتثمينها وضمان استدامتها يتطلب تفكيرا مشتركا وانخراطا لكافة المتدخلين من أجل وضع أرضية تكون خارطة طريق تمكن من تشخيص الوضعية الحالية للموارد الوراثية الخاصة وكذا اقتراح أفضل الحلول للحفاظ على تلك الموارد.

وأبرز السيد سهبي استعداد الجامعة لتوفير كافة الوسائل في هذا الإطار من أجل إعطاء دينامية أكبر للبحث العلمي والتكنولوجي في هذا الإطار، مشيرا إلى ما تزخر به منطقة تافيلالت من إمكانات ومؤهلات طبيعية واقتصادية وسياحية وتراث تاريخي يتعين استثمارها لتحقيق التنمية المستدامة.

من جهته، تطرق عميد كلية العلوم والتقنيات السيد أحمد آيت الحو إلى الجهود التي تبذلها هذه المؤسسة من أجل تطوير البحث العلمي عبر تنظيم سلسلة من اللقاءات والتظاهرات العلمية ، مشيرا إلى أن انفتاح المؤسسة على محيطها السوسيو- اقتصادي يروم بالدرجة الأولى المساهمة في الدينامية التي تشهدها المنطقة .

وأبرز السيد ايت الحو في هذا الإطار، أن انخراط كلية العلوم والتقنيات في أوراش ومشاريع للبحث العلمي ذات قيمة مضافة أهل هذه المؤسسة لأن تصبح قطبا على المستوى الجهوي والوطني في مجال البحث العلمي وذلك بفضل الأطر والكفاءات والطاقات الواعدة التي تزخر بها بدوره، أكد منسق اللجنة المنظمة السيد شكيب عالم، أن هذه التظاهرة العلمية تهدف إلى جرد والتعريف بالموارد الوراثية التي تزخر بها الواحات والسعي لتحسين منتوجها وقدرتها التنافسية ، ناهيك عن ضرورة الحفاظ على هذه الموارد التي توجد في وضعية هشاشة بفعل إكراهات ومتطلبات العولمة والتغيرات المناخية.


ومن بين الأهداف المتوخاة كذلك من هذا اللقاء، يضيف السيد عالم، التحسيس بأهمية هذا التراث بالواحات الذي يجمع بين الموارد الوراثية، والتراث الثقافي، والخبرة التقليدية المكتسبة والفضاء الطبيعي .

من جهته، قال ممثل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان السيد علي أوبرهو، إنه انطلاقا من الإكراهات التي تواجهها مناطق الواحات وشجر الأركان والمؤهلات التي تزخر بها ، وبعد تحليل البرامج القطاعية والمجالية على مختلف المستويات وكذلك احتياجات الساكنة ، تمت بلورة رؤية استراتيجية تنموية شاملة ومندمجة بأهداف ومؤشرات مرقمة ، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية تروم خلق فضاءات جذابة وتنافسية ومحمية بيئيا تمكن الساكنة المحلية من الاستفادة من مؤهلات وإمكانيات المنطقة ، وذلك من خلال العمل بالأساس على تأهيل العنصر البشري  والزيادة في نسبة الدخل الفردي على مستوى مختلف القطاعات الإنتاجية.


ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة بمناطق الواحات، أكد السيد أوبرهو ، في هذا الإطار، أن منهجية استراتيجية تنمية هذه المناطق تقوم على ركائز أساسية ومحورية تهم بالخصوص تأهيل العنصر البشري وتثمين الموارد الاقتصادية والمحافظة على البيئة عبر خلق ثروة محلية بالجهات القروية المستهدفة وإعادة تأهيل وتثمين التنوع البيولوجي بها.

وأكد استعداد الوكالة التام للإسهام والانخراط بمعية كافة المتدخلين من أجل تطوير المنظومة البيئية بمناطق الواحات والحفاظ عليها وفق مقاربة تشاركية.

وأجمعت باقي المداخلات على الأهمية التي يكتسيها تبادل المعارف والمعلومات في مجال الموارد الوراثية بمناطق الواحات على اعتبار أنها غنية بالتنوع البيولوجي ومنتجة للثروة ولحفاظها على النظام السوسيو- اقتصادي للساكنة، مبرزة التحديات والإكراهات التي لا تزال تواجهها تلك المناطق من قبيل الجفاف والتصحر والتغيرات المناخية وهو ما يستدعي بلورة تصور مشترك لتنميتها .

ويتضمن برنامج اللقاء الذي يعرف مشاركة باحثين ومختصين وفاعلين جمعويين أربع موضوعات مرجعية سيتم من خلالها تدارس الموارد النباتية والحيوانية والمنتوجات المحلية في مختلف أشكالها ومراحل إنتاجها إلى جانب النباتات الطبية والعطرية .

 

الصور بعدسة : محمد حمداوي