فوزية آيت حساين- سلا / جديد انفو
اختيار الزوج في الوسط الاجتماعي المغربي بالنسبة للفتاة في ظل الارتباط الأسري الموسع وقلة العمل وضعف المردودية المادية تشوبه إكراهات اجتماعية ونفسية ،ففي العادات المغربية التقليدية ليس للفتاة حرية الاختيار بل عليها أن تقبل الزوج الذي يطرق الباب بغض النظر عن مستواه أو دخله. ولا يجب حتى النقاش في ذلك لأنه " أرياز " الرجل الشهم الذي لا ترد له كلمة ولا يرفض له طلب من العائلة أو الأسرة خاصة في البوادي والقرى الجبلية التي يتم فيها اختيار الزوجة على معايير منها النسب والصحة " الجسد" والقدرة على العمل داخل البيت ،وفي الحقل لجلب العشب والحطب ومراعاة شؤون "أمغار وتمغارت" وكل من في البيت حتى البهائم يجب أن تحظى بنصيبها من عمل وتعب الزوجة يوميا من "صباحية ربنا " حتى غروب الشمس.
أما في المدن فهناك بعض التغير والتحسن لكن تبقى الزوجة هي "الحائط القصير " والمشجب الذي تعلق عليه كل المصائب، فعندما تدخل الزوجة للبيت لأول مرة تسمع من الزوج التهديد الأولي " أمي" هي كل شيء والتهديد الثاني " أخواتي" ولا يمكن أن أضحي بهن من أجلك " يا بنت الناس" فهن أهلي وعشيرتي ، ثم يبدأ الصراع الجلي والخفي والعراك بالليل والنهار وقد تتجاوز الزوجة وتصبر في سبيل بناء حياة زوجية كباقي النساء.
الحماة كالأم تجاوزا لكن اللوسة أو أخت الزوج مصيبة خاصة إذا فاتها الركب في الزواج أو إذا كانت مطلقة حيث تُكَوّن حلفا مع الأم وتحرض الزوج على زوجته وتدخل حتى في العلاقات الحميمة السرية بين الزوجين ، وتراقب كم مرة دخلت الزوجة للحمام وهل تدخل في الصباح أو المساء وما نوع اللباس الذي ترتديه ليلا وتطل على بيت النوم خلسة وأذنها على " القرص " على حديث الهمس علها تلتقط كلمة كما تراقب نوع الماكياج الذي تستعمله وتراقب الهاتف الخاص لها وتقرأ رسائله وغير ذلك كثير ،والدافع طبعا الحالة النفسية المتوترة للمرأة حين يكون في البيت ذكر واحد بين جماعة من النساء ولا ترغب في أن ترى النعمة على الآخريات.
اللوسة تنعت في الثقافة المغربية بالسوسة وهي نوع من الطفيليات التي تعشش في التمر والزيتون وكل المأكولات المجففة وتنمو وتتعايش في السر، واللوسة أيضا فهي السوسة التي تعشش في العلاقة بين الزوج والزوجة ولا يهدأ لها البال حتى تحس بأن العلاقة بين الزوجين متوترة، وأن هذا الزواج يمكن أن ينتهي يوما ،وتتغامز مع الحماة على الزوجة ويتركن لها كل أتعاب البيت وتتستر الأم على ابنتها وتسمح لها بالخروج في أوقات غياب الزوج ،علها تظفر برجل طائش، ويعيش الجميع في النكد وفي كثير من الأحيان تلجأن للشعوذة للحفاظ على المكانة التراتبية في البيت وتصبر الزوجة في ظل هذا الجو المشحون للحفاظ على زوجها خاصة إذا تعدد الأبناء ،أما إذا كان ابنا أواحدا فالزوجة تنجو بجلدها وتعود من حيث أتت وتترك الولد الزوج لأمه وأخته، و تترك الجمل للجمّال كما يقال في أمثالنا المغربية .
ومن خلال علاقاتي مع صديقاتي اللواتي تعشن المشكل نفسه ففي حالات قليلة التي تكون فيها اللوسة كالأخت متفهمة ولا تدخل في أمور لا تعنيها وهذا الصنف ناذر... وعلى الزوجة منذ البداية أن تضع شروط الحياة الزوجية التي تراها مناسبة لتستمر هذه الحياة بالسكن والرحمة والهدوء و أفضل شخصيا كامرأة أن تبقى الفتاة ببيت أبيها ولو كبرت في السن، عوض زواج فيها متاعب للجميع :اللهم العنوسة ولا العودة لبيت الأب محملة بأبناء وبنات وللناس في ما يعشقون مذاهب.