زايد جرو - جديد انفو
شهر رمضان تزامن مع مواسم الأعراس بالجنوب الشرقي وأخّر مشاريع الاحتفالات التي ارتبطت منذ القديم بمواسم جني ما تقدمه الأرض أو الأشجار من عطاء وهبات ، حيث تكون الفرحة جامعة تمس الطبيعي والبشري، والأعراس بالجنوب الشرقي مختلفة عنها في الشمال والوسط، فرغم الحداثة التي اكتسحت كل شيء ما زال الطابع التقليدي للفرحة سائدا ،الأسر الممتدة تجتمع في لمة واحدة لمدة أسبوع أو يزيد وتصاحبها الأهازيج الممزوجة بطعم زغاريد نساء الواحات في جو يطبعه الود وتميزه البساطة.
الناس طول السنة ينتظرون الفرحة : الكبار والصغار، وتكون الفرصة سانحة للنبش في تراث الواحة في شموليته ويبدأ احيدوس ودندنة " تلونت" بفضاءات واسعة و"البلدي " فوق السطوح والأكل والشرب دون تكلف ممقوت ،ويجتمع الجميع حول موائد خشبية أو بلاستيكية في شكل دائري من أجل الأكل بشكل جماعي يكون فيه الخبز مادة أساسية والمرق في جودته حسب المكانة ... وعدد المدعوين وغير المدعوين يزداد يوما بعد يوم حتى تنتهي أيام العرس.
المهاجرون من داخل الوطن و خارجه ينتظرون مناسبة الأعراس كل سنة والتي تأخرت هذا العام بقليل ،ويشترك الكل في الاستعداد لها ،خلاف الأعراس في المدن التي قد لا تدوم إلا ليلة واحدة ، فيها المتاعب الكثيرة والإنفاق الكبير والفرحة المصطنعة ،ولنا وقفة مع الأعراس الجماعية قريبا من حيث دلالتها وأبعادها التراثية قريبا بمنطقة ألنيف.