عمر الحسني - تنغير / جديد انفو ( الصور: بعدسة إسماعيل الحسني )
" لعفو ماتا آبريدا؟" هذه عبارة أمازيغية تلخص حجم المعاناة التي يتكبدها مرتادو الطريق، إن صح تسميتها بالطريق، تلك التي تربط جماعة إكنيون بجماعة النقوب عبر تيزي نتازازرت في مسافة 60 كلمترا غير معبدة.
وهي الطريق التي لم تعرف أية إصلاحات منذ أن أرسى المستعمر الفرنسي أولى لبناتها كوجه من أوجه الاستغلال البشع لخيرات المغرب عامة والمعادن النفيسة بالجنوب الشرقي خاصة. فحتى الجسور التي بنيت بالحجر والاسمنت لم تمسها إصلاحات رغم توالي المجالس القروية لجماعة إكنيون، رغم نداءات السكان القاطنين بدواير أفزَّا وأكرزاغارن وإمي نسيت وتالعينت وغيرها كثير.
فحتى وإن كانت المنطقة وجهة سياحية تستقطب السياح الأجانب وهواة المغامرة والمجازفة من سائقي السيارات والدراجات النارية والهوائية، إلا أن هذه السمة تحجب المعاناة اليومية للسكان المحليين الذين يضطرون لقطع هذه المسالك غير المعبدة من أجل قضاء حاجاتهم الضرورية والتزود بالمؤونة من الأسواق والحصول على الوثائق الإدارية من مؤسسات الدولة، وليس من أجل الاستجمام. وبذلك يطالب السكان بفك العزلة عنهم وعن محلات سكناهم بتعبيد هذه الطريق أو على الأقل تهئيتها بترميم المقاطع المتضررة بفعل عوامل الزمن والإهمال، وتطالب المسؤولين بعدم الاحتفاظ بالمنطقة كتذكار يعرض للسياح الأجانب والاستمتاع بمرارة عيش ساكنة لا حول لها ولا قوة.

