زايد جرو - مرزوكة / جديد انفو

الزائر لمنطقة مرزوكة السياحية التابعة لقيادة الطاوس دائرة الريصاني يستغرب من كثرة السياح الوافدين عليها هذه الأيام  من الداخل والخارج، حيث تعرف الرمال  حرارة مفرطة تشوي أجسام العباد، شوارعها تمتلئ بالمتبضعين مساء، وخيامها  تمتلئ بالزائرين في القيلولة  بحثا عن حمام رمال، يشفي من أمراض روماتيزمية، سكنت العروق والمفاصل سنوات عديدة فعطلت المشي والحركة، وضاعفت الآلام والتأوهات بالصيف والشتاء، وهي أمراض يعاني  من أثرها الكثير من سكان أهل الشمال والوسط والمدن الساحلية.

 الزوار يتم استقبالهم بالوجه الحسن، ويتم دفنهم في الرمال الحارقة  في أجداث حُفرت وأُعدت للمهمة، ويتلفعون بعد الخروج  منها بغطاء صوفي يحميهم من البرودة، ويتمددون داخل خيمة، يشربون الشاي المعتق بالأعشاب الصحراوية والزائر يجد راحة تامة بعد انفتاح مسام الجسم ، حيث تسري في الجسد متعة ممتعة خاصة، وقد تدوم مدة الإقامة أياما ليتكررالفعل كل سنة وبثمن أقل.

 الدفن في الرمال يشغل يدا عاملة من الشباب  والرجال والنساء كل صيف ،وتنتعش الساكنة التي حولت بعض بيوتها لمأوي سياحية ،و تعيش فرحة المصروف اليومي ،لكنها متذمرة من الحالة التي وصلت إليها مرزوكة من روائح كريهة للمياه العادمة ،والأزبال المنتشرة في كل مكان  والذباب بالنهار ،ولسعات " شنيولة " التي تدمي لسعاتها الوجوه التي سودتها الشموس الحارقة، والمسؤولية طبعا مشتركة بين الزوار الذين لا يحافظون على سلامة البيئة ويلقون بالأكياس البلاستيكية المملوءة بالنفايات في كل مكان، وبين جماعة الطاوس التي أهملت المراقبة كثيرا ،وعليها  أن تبحث عن موارد مالية لحل إشكال البنية التحية وتنقية المكان لأنه أصبح من القبلات المفضلة لدى السياح والزوار.

 السياحة في مرزوكة مازالت تحتاج لتنظيم كبير وهي سياحة تقليدية  ،وعلى  المجلس الإقليمي للسياحة أن ينظم القطاع  ويتدخل معية مندوبية الصحة  لإجبار المنعشين المحليين على تنظيف المكان لتكون الخدمات في المستوى المطلوب ، وعلى  جمعيات المجتمع المدني أن تنخرط في التوعية ،وعلى الجماعة أن تشمر على السواعد ،وتكون يقظة طيلة السنة  للحفاظ على سلامة البيئة، وبدون التعاون بين كل الأطراف ستزداد الأمور تعقيدا وستتحول مرزوكة من مكان للاستشفاء إلى مكان لالتقاط الأمراض الجلدية والتنفسية وأمراض العيون وغيرها.