زايد جرو - جديد انفو
الانتخابات الجماعية بكل المدن والقرى المغربية، تعرف حمى ومزايدات وتسابقا، وتبادلا للسب والشتم بين المنتخبين وبين أحلافهم وأتباعهم وأذنابهم، من المعطوبين في السياسة للظفر بمقعد رئيس الجماعة أو الرئيس بالنيابة، فُتقام الولائم بكل المواصفات، قبل الاستحقاقات بكثير، وتعقد اللقاءات في غير ما وضعت له في الأصل للترويج والدعاية، ويعود الذين هاجروا ، والذين استحلوا المقاعد والمكيفات الهوائية والفنادق المصنفة و"العربيات" السوداء التي تبرق العيون، وعلى يمينهم النساء الأنيقات اللواتي ترتبن لهم الملفات والمواعيد، وأجورهن على حساب دفتر تحملات الجماعات، يحلون بالقرى لاستغلال السذج من الناس بحجة التنمية المستدامة، خدمة للقرية وخدمة للبيئة والأودية والخطارات، وتشغيل المعطلين، والعمل على توفير المنح لكل الطلبة، وتعبيد الطرق، وإصلاح السدود التلية، وإنشاء القناطر، وتوفير الخدمات الصحية والتربوية النظامية وغير النظامية ،وتقريب الإدارة من المواطنين.
هي البرامج التي تشتغل عليها الدببة التي صفحت أجسادها في الانتخابات، ولم يعد لها ماء في الوجه تحتشم من أجله أمام الساكنة، وأغلب الناس لا تعرف لِما تتسابق هذه "الدواب" البشرية على كرسي الجماعات، هل حقا من أجل التنمية ومن أجل الإنصات لمعاناة الساكنة والوفاء بالبرنامج الانتخابي الذي أشر عليه الحزب قبل موعد الاستحقاق، أم هناك المستور الذي لا يظهر إلا بعد أيام؟.
أول مرض نفسي عضال يصيب الذي وقع عليه الاختيار والفوز بأي طريقة كانت، هو عشقه لسماع كلمة " السيد الرايس" وكم هي جميلة وخفيفة على اللسان، وثقيلة في الميزان أمام المجمع، والأجمل حين يقول" الرايس" كنا اليوم مع السيد العامل، والسيد الوزير في اجتماع خاص، وحول مائدة شوائية في ما بعد بحضور رئيس كذا ومندوب كذا وشخصيات مدنية وعسكرية، وتناقشنا في موضوع جماعتنا،فأنصتوا بتمعن لكلامي - جزاهم الله خيرا - ووعدوني بكذا وكذا، وختمنا لقاءنا بالدعاء الصالح ،وهو لم يجتمع ولم يتكلم ولم يكن هناك لقاء في الأصل، أو يأخذ صورا مع شخصيات حكومية للاستشهاد بها على صحة القول أمام من بقي في تصديقه شك أو زيغ، ومن بين الإكراميات التي تظهر بعد الفوز بقليل ،السيارات التي تحمل حرف " ج" باللون الأحمر، وتكون من النوع الرفيع الذي ستستغرق الجماعة فيه عدة سنوات لأداء الثمن والثمن ، فقد تكون من نوع: كاط كاط، أو رونو، أو بوجو، أو هيونداي.... وهي طبعا سيارات جديدة أنيقة ،فلا يليق بالرايس أن يمتطي سيارة "بون اواكزيو" ولو كان دخل الجماعة هزيلا أو شبه منعدم، فالسيارة لا بد منها والإكراميات غير الظاهرة فتتعلق بالأراضي والترويج فيها والمقالع والتفويتات والتوظيفات المشبوهة، وغير ذلك كثير.
رواد الفيس بوك روجوا صورة الحمار " السيارة الفارهة" بدون ترقيم للتعميم، وبحرف الجيم، للشحنة السياسية والأيقونة الدلالية التي تحملها الصورة، وكل له قراءته الخاصة لها، لكن الرؤى تتوحد في رفض السلوك المشين لرؤساء الجماعات المحلية ،فلو مَنعت الدولة السيارات وراقبت الإكراميات وحاسبت، ودققت في نتائج الضرب والجمع، لن يكون التهافت طبعا والحمى بهذا الشكل .
فيا أيها المواطنون قولوا بلسان موحد: نعم للمشاركة، ونعم لطرد المتطفلين، ونعم للمحاسبة، ولا للاستغلال، ولا للرشوة ، ولا للذين جربناهم وكانوا كالبيض " كايفين" لا يحسنون التواصل مع الذين ربحتهم أوراقهم، ولا جملة مفيدة في كلامهم، أصابعهم ترتجف حين الوقوف أمام المسؤولين، وكانوا فاسدين في التجلي ومفسدين الخفاء، ولم تجن الجماعة من وراء رئاستهم أو" ترويسهم " غير الديون المتراكمة، ولا للذين ينتشون بجملة " أنا الرايس ديالكم" فيتزينون بالعمامة بهتانا ويمشون في الطرقات مرحا، فالانتخابات الجماعية والجهوية قادمة، فجردوا أيها القوم الدببة من جلدهم،ليظهروا على حقيقتهم واخلعوا جلابيبهم البيض التي تستر نياتهم السود، واطردوهم واحدا واحدا لأنكم جربتم معظمهم فلا خير يرجى من أعمالهم.