زايد جرو - جديد انفو
معظم الأقاليم التي تتشكل منها جهة درعة تافيلالت كانت وما زالت وجهة للذين صدرت في حقهم عقوبات تأديبية خلال مسارهم المهني فيُرغمون على نقل متاعهم وأبنائهم لأداء وظيفتهم مكرهين، ويجبرون أيضا على نقل غضبهم معهم وتصريفه على شكل انتقامات سلوكية للساكنة التي أدبتها الطبيعة على مر الأحقاب والدهور وحكمت عليها بالعيش هناك حيث لا خيار لها بين الجبال غير جهتها للاستقرار.
الأقاليم التي تكون وجهة للتأديب ارتبطت سمعتها بسجون عهد الرصاص والجمر من غياهب تزمامارت، إلى قلاع سجن مكونة إلى جبال سجن اكدز، فهابها المسؤولون وغير المسؤولين، وتخوفوا حتى من المدن التي طُليت ساكنتها بسمعة زنازين هذه القلاع الحجرية المنيعة، واشتهرت بالسجون أكثر من شهرتها بالواحات والسياحة الداخلية والخارجية وطيبوبة ساكنتها، ويكره كل المتخرجين في كل القطاعات التعيين بها، فبمجرد ما يقرأ في تعيينه الرشيدية او ورزازات او زاكورة او تنغير يتأفف ويبدأ في التشاور وتحريك الهواتف النقالة والناقلة والثابتة غير الثابتة في كيفية التخلص من النازلة التي حلت به.
ويتساءل أهل الجهة في طريقة تفكير المسؤولين الكبار الذين يؤدبون المسؤولين الأقل منهم درجة، كيف يمكن للذي تم نقله عنوة من الدار البيضاء أو الرباط أو طنجة أو فاس أو مكناس ...أن يساهم بعمله في التنمية المستدامة، وكيف له أن يتعايش مع الساكنة ويقضي مصالحها في ظل ظروفه النفسية والاجتماعية المنكسرة، وهل ليس هناك طريقة تأديبية أخرى غير التلويح بهم للمناطق المعتقد أنها منسية، ولِما قهْرهم وحشرهم أمام مَن قهرهم التاريخ، فالاستمرار بالتنقيص من المسؤولين بهذه الطريقة أمر متجاوز وفيها إضافة الحطب للجمر ليشتعل أكثر، وعوض التفكير في جبر ضرر الجهة وساكنتها جديا، يتم ردمها بالمعاقَبين والأجدر إعادة النظر في درجاتهم وتركهم في مناطقهم .
جهة درعة تافيلالت ركيزة إقلاعها هو العنصر البشري ومعادن جوف الأرض، وكم تمنت الساكنة أن تكون المنطقة التي كونت أجيالا من المثقفين والسياسيين وجهة للنخب ووجهة للمثقفين وليس ذلك على الله بعزيز .