زايد جرو/ جديد انفو
كل شوارع المدن تتكلم بالنفايات ولم تسلم حتى المدن التي أسندت فيها مهام جمعها لشركات خاصة، ففي الصباح الباكر تزكم أنفك الروائح وبالليل تتجمع من حولها الكلاب الضالة والآدميون الذين يقتاتون منها بأكل ما تبقى من الطعام ،أو بالبحث عن مشغولات صالحة للبيع من جديد بعد النبش الدقيق فيها بشكل فوضوي ،فرغم ما تقوم به البلديات من مجهودات مادية وتنظيمية يبقى الحال على الحال لأن المجتمع المدني لا يساهم بشكل كبير في نظافة المدينة ،وآخر ما يفكر فيه هو المحافظة على البيئة واحترام الطبيعة قبل احترام الإنسان.
الساكنة بدورها لم تستطع أن تُرقي من سلوكها، وعجزت عن تليين لسانها وكلامها تجاه أناس يقدمون خدمات إنسانية جليلة للساكنة والمحيط البيئي كل يوم، وهم رجال النظافة بالبلديات ،فرغم ما تقوم به هذه الفئة المقهورة من جهد طول النهار وسط الروائح الكريهة، وبأجور زهيدة ،فإن الساكنة ما زالت تعنفها بالكلام، وتلصق الأزبال بها ،وكثيرا ما نسمع الأمهات ترددن عند سماع منبه شاحنة النظافة "مول زبل جا " وكأنه اسمه العائلي ،أو بالقول فلان يسكن بجوار " مول زبل" وفي السوق أيضا نسمع أهلا س فلان، وبمجرد ما يغادر يقول لزميله " هاداك راه هو مول زبل " وعوض مناداتهم برجال النظافة وتمرير الخطاب الحسن للأبناء حتى يتعودوا الكلام اللائق، مازال االخطاب نفسه ساريا ،بل توسعت الدلالة لنعت الطبقات الكادحة ومن ينتمي إليها ب بوزبال رغم ما يحمله اللفظ من قدحية وتعنت،فماذا سنخسر لو هذبنا الكلام وليناه في تواصلنا وقلنا "جا مول النظافة " عوض " جا مول زبل" ، تقديرا للخدمات التي يقدمها للمجتمع.
عيد الأضحى على الأبواب ونلتمس من كل جمعيات المجتمع المدني والأندية البيئية داخل المؤسسات التعليمية أن تقوم بدورها التوعوي لمساعدة عمال النظافة في هذه المناسبة حتى لا نزيد في إتعابهم و تعنيفهم، وتحية خاصة لهؤلاء الرجال بجميع المدن المغربية.