زايد جرو - جديد انفو
تعايشت في الجنوب الشرقي قبائل وأجناس مختلفة ،سواء مَن جمعها الجنس الموحد أو التي فرقها الأصل واللون، والتي تنحدر من أصول إفريقية أو عربية لكون المصالح والمنافع تجمع الجميع أكثر مما تفرقهم لتستمر الحياة.
وقبائل آيت خباش المنحدرة في الأصل من فروع آيت عطا، استوطنت التخوم الحدودية الجنوبية الشرقية ،وهي معروفة بالصبر والترحال والتسامح وإكرام الضيف منذ الأزمان ،وتعايشت معها أجناس من أصول إفريقية جنوب الصحراء يطلق على بعضها إسم " إسمخان" الذي ترادفه في العامية أو اللغة العربية لفظة" العبيد " دون أن تكون للمصطلح الدلالة القصدية للعبودية بالمفهوم المتداول في ثقافات أخرى.
إسمخان معروفون باللون الأسود الداكن ، وبقسمات وجه أحيانا طويلة أو مدورة ،أخلاقهم عالية جدا، لا يمكرون ولا يكسرون الخواطر ،ولا يتدخلون في الشؤون القبيلة لأنهم دخلاء، تجمعوا بمنطقة الخملية بجماعة الطاوس واستفادوا من الأراضي السلالية ويحيون كل سنة موسمهم الخاص بعد الحصاد والدرس صيفا والذي يسمى ب " الحضرة"وقد بدا يدخل العالمية بفضل السياح الأجانب الذين حفظوا الموعد وقدروا قيمة " الطبل والقراقب" دون بهرجة إعلامية كما هو الشأن في موسيقى كناوة بالصويرة ، ولم ينتبه لموسيقى المنطقة وتعايش إسمخان بآيت خباش غير المغني لحلو في مقطوعته الغنائية التي سجلت إعجابا كبيرا لدى أبناء الجنوب الشرقي عموما داخل الوطن وخارجه والتي تحمل عنوان " أحنا أولادك يا تافيلالت ".
في الأعراس الأمازيغية لآيت خباش يتعايش الكل في نغم موحد ،وقد ظهرت ميولات قوية لتكسير التمييز الذي يمكن أن يكون مرسخا عند البعض في طقوس الاحتفالات بالأعراس الأمازيغية ،ففي رقصات أحيدوس تقف مجموعة إسمخان ببشرتها السوداء وتقف مجموعة من النساء ببشرتهن البيضاء لمشاركتهم رقصاتهم، وهو الأمر الذي لم يكن معهودا منذ القديم ، بخلاف في مناطق أمازيغية أخرى ،فلا يمكن بالقطع أن يقترب ذوو البشرة السوداء من أعراس ذوي البشرة البيضاء وكأن رسالة التعاون والتشارك في حفظ التراث المحلي تم حفظها واستيعابها من الطرفين ، فالتراث المادي واللامادي إرث مشترك وحّد الجميع ،وقد تجاوزت قبيلة ايت خباش بالمنطقة هذا احرطان وهذا إملوي وهذا إسمخ إلا في مناطق محدودة ومعزولة بالجنوب الشرقي ،لأن الانتماء والتراث والتعددية وقبول الآخر هوية مغربية مشتركة وحدت الجميع.