القبوري لحسن - تنغير / جديد انفو
انتقل إلى الرفيق الأعلى المرحوم حساين اموحى الملقب ببوجنات احد رجالات يلدة اكديم بجماعة حصيا ،غادرنا هذا الرجل الطيب بجسده وروحه لكن مازال حاضرا في ذاكرتنا ،ومازالت بيوتنا تضم بعض لمساته فلا تكاد تجد بيتا لا يخلو من بصماته من خلال تركيب أبوابه ونوافذه أو أقواسه المبنية بلبنات من الطين٠خطارة القرية ستتذكرهذا الرجل العظيم من خلال أعمال البناء والصيانة والحفر حتى في حالات الخطر ٬أعراس قريتنا تتذكره من خلال المفرقعات التي كان هو الوحيد الذي يتكلف بهآ احتفالا و ابتهاجا٬ كان رحمه الله ضحوكا لعوبا بحيث كنا نتحلق حوله و نحن أطفال ونطلب منه أن يقلد لنا صوت الجمل بإلحاح ويستجيب فيبدأ بإصدار صوت قوي كالجمل فنركض خلفه ضاحكين فرحين ٬بل يضحك كل من يشاهد هذا المشهد الفرجوي من سكان البلدة ٬كنا نتحلق حوله وهو يسرد لنا بعض القصص والحكايات التي نتذكرها ليلا فتفزعنا وسط ظلمة الليل ٬كان بارعا في طرح الألغاز و المسائل الرياضية التي يصعب علينا كثيرا حلها٫ من منا لا يتذكرالمرحوم في شهر رمضان وهو واقف قرب مئذنة المسجد القديم ٫تارة ينظر إلى ساعته اليدوية وتارة يراقب المغيب ونحن نراقبه باهتمام حاملين في أيدينا بعض التمرات أو قطع الخبز الأبيض الذي نحصل عليه من المدرسة لقطع الصيام ٫فبمجرد سماع صوت المؤذن عمي حسن نلتهم الخبز و التمر على عجل لنهرول مسرعين لنشارك الكبار في مائدة الإفطار ٫من منا لا يتذكر عمي حسن وصوته القوي وهو معلم بناء اللوح يضرب بقوة التراب فتستجيب له مضغوطة متينة لأنه خبرها وخبرته ٫فخبرته في البناء تجاوزت حدود القرية والدواوير المجاورة٫لتصل الى واحة تودغى ودادس٫من منا لا يتذكر صوت مذياعه المسموع ولو من بعيد في السبعينيات من القرن الماضي لأنه مزود بهوائي من سلك رقيق يعلو شرفة بيته ليستمع الى الأغاني الريفية وأخبار الظهيرة ٬كان عمي حسن رجلا طيبا لاتفارق الإبتسامة محياه ٫لايعرف الحقد والحسد الى قلبه منفذا٬ الطيبوبة والسخاء عملته ٫والجد والكد صفته ٫اللهم اغفر له وارحمه وارزق أهله الصبر الجميل ٫آمين٫إنا لله وإنا إليه راجعون ٠