زايد جرو - جديد انفو

زيارة مارسيل خليفة للمغرب العميق سفيرا لبرنامج أمل لم تكن عادية لكل المتتبعين والمهتمين ، بل كانت رحلة استكشافية اطلع الوفد من خلالها على الوضع الهش لنساء المغرب العميق، و قد سجل بارتياح الاهتمام المتزايد بالشأن السياسي  من النساء ، لكن الصورة التي بقيت عالقة عند الجميع هي الوضع الاقتصادي الهش والتهميش والإقصاء.

لقد كان سفيرا حيا وسفيرا حقا للأغنية الملتزمة، وحظي بأن يكون سفيرا للعمل الإنساني ، وسيكون بالأكيد سفيرا لنقل معاناة  اهل الجنوب الشرقي للعالم قاطبة، فربما وضع النساء بالجنوب الشرقي قد يفوق  نساء فلسطين قهرا و اقتصادا، وقد عاين  عن كثب بهذه الربوع الواحية البؤس والحرمان والانكماش والانقباض والشكوى والأنين والمرض، وكل ألوان الحرمان في المغرب الديمقراطي الذي لن يتغير وضعه التاريخي إلا بتغيير نخبه السياسية  التي تثاءبت على الكراسي ، واستحلت لبن العصافير، وقد عبر السفير الفنان عن الوضع المتردي بقوله : إنه تأثر بالأطفال الذين يقطعون خمس كيلومترات من أجل الوصول إلى المدرسة، وأنه فجع برقم المغربيات اللواتي يفارقن الحياة أثناء الولادة، وحكى  بخطاب المشاعر عن الحب الذي  عومته فيه بنات وأبناء الجنوب، وتساءل " ما عساني أفعل بكل هذا الحب" .

وقد عملت صفحته على الفيس بوك على تدوين كل زياراته للمغرب ولقائه الصحفي، وكم كان قطاع الصحة والتعليم محظوظين حيث لم يلج المستشفيات ليطلع على الوضع المريض بهذه المناطق ، ولم يلج المدارس ليطلع على الاكتظاظ المهول، وعلى وضع المدرسين وراء الجبال الذين لا يستحمون إلا ناذرا عندما يتبضعون في الأسواق الأسبوعية، ولم يسمع كلام رئيس الحكومة الذي استخف برجال التعليم لكونهم لا يحملون هم القطاع من العون إلى المرشدين التربويين... وعلى كل المهتمين بالشأن المدني العام أن يدركوا بأن وسائل الإعلام الحديثة عرت كل المسكوت عنه، ونتمنى أن تتكرر زيارات رجال في الفن والسياسة  لهم شأن هام لهذه المناطق لتعرية  المزمن  من الأوجاع الذي أبى أن يرحل، ولن تتوقف  هذه المعاناة إلا بغيرة المسؤولين على هذا المناطق النائية، وقد فضحت الزيارة ما يجب فعله وانتظارات الساكنة من السياسة الحكومية.