زايد جرو - جديد انفو
موسم الخطوبة بإملشيل اتخذ طابعا احتفاليا منذ سنوات، يحج إليه السياح الداخليون والأجانب لطابعه الاحتفالي وتميزه الخاص من بين جميع المواسم التي تقام بالمغرب، زمنه أواخر شهر شتنبر، وتأخر هذه السنة كان بسبب الاستحقاقات الوطنية، مكان الحدث بين الجبال الباردة التي تحاصرها الثلوج في الشتاء لأيام في ظل استفادة محتشمة من التنمية المستدامة ، وتُخصص للموسم ميزانية ضخمة لتلميع الصورة، وينتشي المُنظمون بالتميز في صنع الحدث وتخليد التراث المادي واللامادي وحسن استقبال الوفود الرسمية وغير الرسمية في طابع احتفالي كرنفالي متميز.
هذه السنة عاشت المنطقة بين أنياب مرض خبيث ،أدمى الجلد وترك الندب وأبكى العين ، باثره ولتداعياته احتجت الساكنة وتجمهرت ورحلت إليهم وسائل الإعلام مكرهة لبعد المنطقة وصعوبة الوصول، لكن الصمود والتحدي أجبر وزارة الصحة على تتبع الحدث حتى حل موسم الخطوبة الذي أربك المنظمين وأحرجهم السؤال: كيف يمكن تخليد الموسم التاريخي في ظل معاناة السكان بخبث الجمرة الخبيثة ؟
الوجوه المصفحة ضد التيارات السياسية التي لا تنشغل إلا بتلميع الصورة ، ارتأت أنه لا يجب تأجيل موعد الحدث حتى لا تعطى له أبعاد قد تمس بسمعة الوطن، لكن المجتمع المدني ارتأى غير ذلك ،فاحتج على المنظمين وعلى الميزانية التي يجب توظيفها في التنمية المستدامة، من تعبيد للطرق وإصلاح للمسالك ومحاربة الهشاشة والتدفئة في المدارس والمراقبة الصحية والتتبع اليومي لخطورة المرض الذي ينهش اللحم ، والسؤال الممتد الذي يطرحه المتتبعون ماذا استفادت المنطقة من موسم الخطوبة التاريخي منذ سنوات، وما الذي أضافه السياح لبحيرة البكاء غير التلوث، وما الذي جناه إسلي وتسليت من البهرجة والاحتفالية؟ هي اسئلة يطرحها المتتبعون ويغيبها المنظمون والمسؤولون ويتجاهلون الإجابة إحراجا، بل يتجنبون الإجابة عنها من موقعهم ومن رؤاهم للحدث الذي يجب أن يستمر رغم المعاناة التي لا يهم استمرارها وجعها.
