لحسن سويري - جديد انفو
افتقار جامعات مدن الجنوب الشرقي القليلة إلى بعض الشعب و المسالك فرض على الطلبة الذين يرغبون في إتمام دراستهم في تلك الشعب النزوح إلى المدن القريبة إليهم كمدينة مكناس و أكادير وغيرها .
الحصول على المأوى, أول عائق
يوسف تيتاو 23سنة، قادم من الجنوب الشرقي للمغرب صوب مدينة مكناس منذ سنتين لإتمام دراسته بكلية الحقوق .
التقينا “يوسف” بأحد المقاهي القريبة من الكلية ليحكي لنا عن معاناة الطلبة المنحدرين بالمئات من منطقته.
وقال تيتاو إن :” معظم طلبة الجنوب الشرقي الذين يتابعون دراستهم بمختلف المدن المغربية يعانون كثيرا خاصة الذين التحقوا للتو بالجامعة”.
ويسترسل ذات المتحدث في تصريح للجريدة إن:” معاناة الطلبة تبتدئ منذ أن تطأ قدمه المدينة لأول مرة، فإيجاد محل للكراء يعتبر مطلباً صعب المنال بالإضافة إلى العوائق التي تحيط به من مختلف الجوانب”.
الحصول على غرفة مشتركة بالحي الجامعي وصفه “تيتاو” بالأمر “الصعب” قائلاً:” الحي الجامعي أسس خصيصا للطلبة المنحدرين من المناطق البعيدة ، و العجيب أن هؤلاء الطلبة لا يحصلون على غرفة داخله إلا بشقّ الأنفس نظرا للوجهيات التي يتعاملُ بها المسؤلون مع طلبة الجنوب الشرقي.”
العوز المادي ونتائجه
مشكل السكن ليس وحده من يواجه طلبة الجنوب الشرقي بل هناك معيقات أخرى تصل بهم أحيانا إلى ترك مقعدهم داخل الكلية و من بينها المشاكل المادية .
“هناك عدد كبير من الطلبة الغير الممنوحين رغم حاجتهم الماسة إلى المنحة الشيء الذي يجعلهم يلتحقون بالكلية أوقات الامتحانات فقط أو الانسحاب منها نهائيا “. يورد يوسف ويستطرد ذات المتحدث مبرزا صراعات الطلبة مع الجهات المسؤولة عن المنح الجامعية ” عدد كبير من الطلبة و الطالبات لا يتوصلون بالمنحة في أوقات صرفها الشيء الذي يثير غضبهم و يدفعهم إلى تنظيم وقفات احتجاجية متتالية والدخول في صراعات هم في غنى عنها “.
الطالبات و مقاومة الإغراءات
تركنا يوسف بالمقهى و انتقلنا إلى منطقة تسمى “الزيتون” و بمقربة من كلية العلوم؛ التقينا خديجة وهي طالبة في السنة الثانية قصد أن تقربنا من حياتها كطالبة منحدرة من الجنوب الشرقي و تكشف لنا حقيقة ما تتعرض لها رفقة صديقتها من مضايقات و إغراءات “تأتي غالبا من أشخاص يبحثون عن إشباع رغباتهم الجنسية”. على حد تعبيرها.
“منذ قدومي إلى هذه المدينة سنة 2013 و أنا أعيش ظروفا صعبة جدا؛ فبالإضافة إلى الوحدة و الأكل الغير الصحي الذي نقتات عليه بشكل دوري؛ نتعرض في الخارج إلى مضايقات و إغراءات تصل أحيانا إلى درجة التهديد إن لم نرضخ لها”. تقول خديجة ذات المتحدثة صراحتنا أنها تعرضت رفقة زميلتها ذات ليلة شتاء من السنة الماضية؛ بإحدى محطات الحافلات إلى تحرش جنسي رفقه عرض مغري جدا للقيام بعلاقة جنسية مع المتحرشين؛ الشيء الذي استجابة له خديجة و صديقتها بهدف “التجربة و كسب بعض المال”. على حد تعبيرها.
وأكدت الطالبة بكلية العلوم بمدينة مكناس إن” رغم المشاكل و العوائق التي يعيشها معظم طلبة الجنوب الشرقي خاصة الجدد؛ بمقدورها أن تحجب عنهم طريق النجاح وتحقيق نتائج جيدة إلا أنهم يقاومون و لا يستسلمون لها “.
*طالب صحفي