زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

ساكنة مدينة الرشيدية يجتمعون ويتجمعون ،ويقفون لساعات طوال ، يقضون أمسياتهم تحت لهب الحر، وقر الشتاء بساحة الحسن الثاني دون كلل، يسمعون ،وينصتون ،ويؤهلون من يستحق التأهيل ... حل بنكيران بالساحة ، وقالوا أهلا بالشمس، وحضر غريمه  شباط، وقالوا أهلا بالقمر ، وحل الباكوري فقالوا أهلا بالنجم، وحضر فلان وفلان وقالوا أهلا بكل الكواكب ...وكل أمين وزعيم ينتشي بأن لولاه ما احتشد الحشد.

الحقيقة في تجمع أهل الرشيدية ،لم يكن إلا من أجل حبهم لقصر سوقهم ،وغيرتهم الكبيرة على أرضهم،  وترحابهم بالضيف  كان منذ زمان ،وأحسن هدية  كانت له ،ما تجود به النخلة والناقة، وسجلماسة منذ الأزل طارت شهرتها بإكرام النزيل وتمجيد العالم والعليم على عادة كل ساكنة الواحات ، وتميز عيش أهلها بالبساطة والصبر والعفة والقناعة والتلقائية والتفاني في العمل والإخلاص في التوادد ،وحفظ أواصر القرابة وغيرها من الخصال التي سادت بها الأمم قبل نزول الأديان.

اجتمع أهالي الرشيدية من جديد ملتفين حول القيم الوطنية في مسيرة الأجيال ليوم السبت 7 نونبر، ولم يجتمعوا على نفاق حزبي مؤدى عنه سلفا ،او من أجل آرائك  الغرفتين ، بل جمعهم حبهم لوطنهم وصدق مشاعرهم  الوطنية، وكانت الحشود كبيرة لم تجتمع من قبل لا للمصباح ولا للميزان ولا للجرار، ولا لأذنابهم من السياسيين أو السياسويين،  بل التفوا  حول ملحمة  الحدث التاريخي الذي جسد المسيرة الخضراء  الكبرى التي مرت على تنظيمها  أربعون سنة، فسكنهم التاريخ القوي ووقفوا له إجلالا وتعظيما ، وانضموا إلى الحدث طواعية واحتراما للمتطوعين الذين مازالت تسري في شرايينهم القيم الخالدة حتى الساعة.

ساكنة الرشيدية وحّدهم الصدق زُرافات ،وقد اجتمعوا سابقا لا حبا في القياديين الذي يزورون الرشيدية رغبة في قضاء الحاجة ثم يفرون  ويرحلون ، بل  تكدسوا في جمع لا مثيل  له رغبة في تلبية نداء الوطن سواء في الاستحقاقات  الانتخابية أو في  تربية الشباب على المواطنة اعترافا بالتلاحم القوي بين الملك والشعب ،ونحيي عاليا كل الذين أبدعوا في بلورة الفكرة أو الذين جسدوا الحدث والذين شاركوا فيه والذين ما أتوا  للساحة وطول الشارع العام إلا من أجل نداء الوطن.