زايد جرو/ جديد انفو

 في مختلف المدن المغربية،هم منتشرون وهن منتشرات فوق أرصفة الشوارع وقرب المحلات التجارية، وأمام المقاهي والمطاعم، وفي الحدائق العمومية، ومواقف السيارات....

ومدينة الرشيدية غير معزولة عن باقي هذه المدن، فبعد الحين والحين تصادفك وتزاحمك وتستفزك شخوص غريبة عجيبة نبتت بالمدينة ،ربما سافرت ورمت بها وسائل النقل من مدن أخرى إلى تفاصيل البلاد وكانت وحيدة أو مع الزمن وجها لوجه لتعيش  وتتخبى مجهولة الهوية  والمنبت، تقفز على مشروبات زبناء المقاهي وأكلاتهم وتزاحم اللقمة باللقمة وتطلق الساقين للريح ، تخيف النساء بمدخل السوق  وعلى حوافه ،وحين يعسعس الليل تبحث عن مكان صالح للنوم ،تفترش الأرض وتتلحف بالقليل  من الغطاء، وتظل تتلوى ذات اليمين وذات اليسار حتى يصحو الصباح بنوم متقطع  وقلق وندم ومعاناة مستمرة وكل حالة وراءها حكاية وحكاية .

الصورة الملتقطة اليوم السبت 14 نونبر 2015  بعد صلاة العشاء ، مقلقة ومستفزة ومقيتة ، يشعر  أمامها المارون  بالقرف والعجز والهزال حين مشاهدة  آدميين من طينة كل الآدميين يعانون،يزفرون ،ينقبضون ويقتاتون على بقايا الأطعمة وينامون في وضع لا إنساني، محتاجون هم للرحمة والدفء والشفقة بالمفهوم الفلسفي، في بلد قطع أشواطا كبيرة في المجال الحقوقي والجمعوي ودينامية المجتمع المدني.
 لكن  غالبا ما يواجه المسؤولون الظاهرة باللامبالاة أوالشعور بالعجز عن مساعدة هؤلاء  وانتشالهم من التشرد  نظرا لضعف هياكل الاستقبال ،وقلة الموارد المادية والبشرية للتكفل بهم ،من حيث المأكل والمشرب والتطبيب ،وتبقى الصورة ومثيلاتها مسيئة للولاية الجديدة بكل تأكيد.