محمد فكراوي

كُتِب لعدد من مستخدمي المحطة الطرقية الجديدة بخنيفرة و المسافرين، مؤخرا، متابعة مشهد سوريالي، بطلاه محمد علي اوقسو، عامل الإقليم، و إبراهيم أوعابا رئيس المجلس البلدي للمدينة.

اللقطة الأولى من المشهد بدأت، حسب ما سردته مصادر “الأحداث المغربية”، حين توقفت سيارة العامل أمام المحطة، و ترجل منها المسؤول الترابي في زيارة تفقدية فاجأت مستخدمي المحطة و مهنيي النقل على حد سواء، الذين اكتفوا بمتابعة العامل من بعيد و هو يتجول بين أروقة المحطة إلى أن وصل الفضاء المخصص لتوقف الحافلات، و هناك حدث ما لم يكن في الحسبان.. حيث غاصت أقدام محمد علي اوقسو في أرضية رخوة كان من المفروض أنها إسمنتية يغطيها “الموزاييك”، فالتقط الرجل عودا خشبيا و شرع في تقليب الأرضية الصلبة التي ما لبثت أن استسلمت للعود و أخذت في التفتت إلى قطع إسمنتية صغيرة بين أيدي العامل.

و هنا انتصب المسؤول الإقليمي، تروي مصادرنا، و أخذ يصرخ غاضبا بصوت مرتفع سمعه كل من تصادف وجوده بالمحطة لحظتها، قائلا: “هاذي سميتها تاشفارت و نهب المال العام”، موجها اتهامات خطيرة لجهات لم يسمها بالفساد و الغش في المعايير و أشغال تشييد المحطة.

صراخ محمد علي اوقسو و احتجاجه دوى صداه، على ما يبدو، في مكتب رئيس المجلس البلدي إبراهيم اوعابا الذي سارع بدوره لامتطاء سيارته و الالتحاق بالمحطة، محاولا تهدئة خاطر العامل، و مؤكدا له أن المقاولة الحائزة على صفقة أشغال الشطر الثاني من تشييد المحطة الطرقية لم تقم بعد بالتسليم النهائي للمشروع، و أن الأرضية موضوع الاحتجاج كانت في الأصل عبارة عن حديقة داخل المنشأة لكن و بطلب من المهنيين قام المقاول، في آخر لحظة، بتكسيتها بالإسمنت و الموزاييك و أنه بعد ظهور عيوب عليها تعهد بإخضاعها للإصلاحات اللازمة.

شروحات غادر على إثرها عامل الإقليم المحطة بعدما أدى على خير وجه واجبه الاحتجاجي، و مخليا بذلك ذمته أمام الرأي العام المحلي و المهنيين من اي تبعات قد تأتي بعد الافتتاح المثير للجدل للمحطة الطرقية…

مصادرنا علقت بسخرية على ما وصفته بالمسرحية السخيفة، متسائلة، بعد صراخ و زعيق عامل الإقليم: “آش خلا السيد العامل اللي عندو السلطة و الوسائل لفتح تحقيق في ظروف بناء و افتتاح المحطة للمواطن المغلوب على أمره الذي لا حول له و لا قوة؟ و علاش عوض ما يكتفي بالاحتجاج بهاذ الطريقة لم يُحِل ملف المشروع على الجهات المختصة للتحقيق في المشروع اللي كاين فيه بزاف ديال النقط الغامضة؟”…

ذات المصادر دعت، بالمناسبة، وزارة الداخلية و الديوان الملكي لفتح تحقيق تقني و مالي في أشغال بناء و إنجاز المحطة الطرقية التي كلّف بناؤها رقما فلكيا قارب المليار و مائتي مليون سنتيم، خاصة و أنها تعد مشروعا ملكيا يدخل ضمن برنامج التأهيل الحضري و إعادة هيكلة خنيفرة الذي أعطى عاهل البلاد انطلاقته أواسط العام 2008…

المصدر: أحداث انفو