زايد جرو- جديد انفو
الباشا أو الباديشاه من اللغة الفارسية او التركية وهو حامل حذاء السلطان عند الأيوبيين ،لملازمته له وكثرة استعانته به لتطلق اللفظة في ما بعد على ضباط الشرطة، ووكلاء النيابات ،وكبار موظفي أجهزة الدولة التي خبرت التسيير والتدبير والتواصل.
الباشا ليس من السهل الوصول إليه في بعض المدن والولايات ، فبمدخل مكتبة لابد من الإجابة عن أسئلة باب الطيبة ،لرؤية محياه، لمكانته في هرم السلطة ، ولأنه يقضي المآرب خدمة للساكنة ، و هو من بين المسؤولين عن الأمن العام، وقلما يتنقل للمعاينة ،إلا إذا عجز القايد أو القايدة عن تنفيذ أو ضبط أمر جلل ، وحتى إذا قدر الله ودخلت مكتبه فمن المفروض الانتظار ،وأنت واقف والكراسي فارغة ،ولا يُستحب الجلوس ولو بالإذن ، لأن الفعل يكسر الهيبة ،ويقلل العفة، ولا تكن في كلامك ثرثارا أو مكثارا فهو محب للاختصار، وخير الكلام ما قلّ سواء دلّ أو لم يدل ، والسيد الباشا قد يكون مشغولا ومرفوعا في عالم آخر وهو ليس من هذا العالم ،يحفر في هاتفه النقال ،ليطلع على الرسائل ،أو ليجيب عن مكالمات متتابعة ومتتالية ،وأنت ما زلت واقفا تنظر وترى، لتبدأ الكلام وتقاطعك الرنة ،ويطلب منك الخروج لبعض الوقت لتدخل من جديد لتبدأ مكالمة ثانية أشد صعوبة ليحمل" سوارته " ويغادر.
سوارت الباشا مهمة أيضا في هرم السلطة ولا تفارق يده ، وقد تضيع منه أحيانا ليقيم الدنيا ويقعدها ،ولن تقبل منه شكاية هو الآخر، إذا تأخر عن الموعد ،وقد يسمع من الكلام ما يفتق السمع إذا برر تأخره بضياع " سوارته " لذلك هو مسؤول ومحاسب عنها ،لأنها تقضي له المآرب ،وتجنبه السؤال العسير ،سلمت يا باشا وسلمت"سوارتك" الحديدية والبشرية و حواشيك وهواتفك من كل سوء ومكروه.