زايد جرو - جديد انفو

في ظل تتابع  المطالب الاجتماعية والاحتقان الاجتماعي الذي تنامى مع حكومة بنكيران  وجد الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة  أنفسهم أمام تصريحات وردية من قبل رئيس الحكومة كالحق في العمل وتخصيص دخل خاص بهم مقابل رفع اليد عن مجموعة من المواد المدعمة وتحرير قطاعات استهلاكية معينة وفتحها أبوابها أمام المنافسة الشرسة لا الحرة ل"جرجرة "المواطن " وتمريغه في الطين بدل الوحل،  لكن هذه الوعود بقيت لحد الساعة مجرد:  حد ثنا عيسى بن هشام في مقامات بديع الزمان الهمذاني ، ولم يحصلوا على أبسط  نصيب من العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

العديد من الجمعيات قدمت الكثير لهذه الفئات التي لم تختر إعاقتها ،فوراء كل شخص من ذوي الاحتياجات  الخاصة قصص وحكايات تروي مقاطعها تاريخا طويلا من المعاناة التي لا تنتهي من التهميش في بلد رفع الشعارات الحقوقية والاختيارات  الديمقراطية  نهجا  له لا بديل ولا محيد عنها.

في الجنوب الشرقي بالرشيدية تجسد الفعل التضامني واقعا لا شعارا، مع ذوي الاحتياجات الخاصة ولو بالقليل، حيث  أقدم سائق طاكسي على نقلهم مجانا إحساسا منه بقيمة العمل التضامني مع فئة كان الله في عونها ،وعون أسرها  على تدبير الحياة اليومية من حيث المأكل والمشرب والملبس ،وكتب على زجاج سيارته الخلفي" طاكسي  بالمجان لذوي الاحتياجات الخاصة"  وذاك فعل إنساني قوي ورفيع لا يحس بقيمته إلا ذوو الاحتياجات الخاصة . فماذا لو سلك كل أفراد المجتمع حذوه، فكتب كل تاجر على باب متجره : التبضع بالمجان لذوي الاحتياجات الخاصة ،وكتب أرباب الفنادق: المبيت بالمجان لهم ،وكتب مديرو الأبناك على لوحات مؤسساتهم عوض الساعة غير المححقة : قدر كذا من المال شهريا لهم ،وفي كل إقامة تخصص شقق بالمجان لهم ووو  ..طبعا لن يحدث ذاك إلا على مستوى التخييل أو في حلم الحلم.

نحيي عاليا سائق الطاكسي لأنه  لامس بعضا من الجرح الغائرالذي  لم تستطع الحكومة فعله لحد الآن ، ولم يفكر  إلا في الأجر العظيم ، واحترامنا   الكبير لكل المؤسسات  التي تشتغل من أجل هذه الفئات  بتنغير والرشيدية وزاكورة وورزازات وميدلت وفي كل المدن التابعة لهذه الأقاليم ونشد على أيادي كل الأطر التي تتعب يوميا وتسهر على راحة هذه الفئات العريضة من الناس في المجتمع.