فجر مبارك - جديد انفو
كيف يمكن أن نساوي بين أولائك الذي يستيقظون عندما يحلو لهم، وبعدها يتجهون إلى التسوق في أي وقت شاءوا ويحملون بأيديهم قفة التبضع ويعودون إلى منازلهم دون عناء وبدون ضياع للوقت، وبين أناس مثلهم من نفس الجماعة لكن طريقهم للوصول إلى نفس السوق،تحاك وراءها قصة طويلة مضنية ومتعبة تستحق برنامجا وثائقيا يكشف عن أغوار هذه الرحلة الشاقة؟
سكان قرى أزقور، إيمينزرو، تازولايت، بودبيب، امكان، تاشعوفيت، تاعلالت، أيت حمو وأيت صرود من مناطق ألنيف والقائمة تطول… منهم رجال ونساء وتلاميذ ومرضى وشيوخ… كلهم يتحملون مشاق الطريق غير المعبدة، وقلة وسائل النقل المتجهة إلى السوق الأسبوعي بالنيف، وبالتالي تجدهم في الساعات الأولى من الفجر يتأهبون ويستعدون لبداية رحلة متكررة كل ثلاثة أيام في الأسبوع للوصول إلى سوق يبعد عنهم ب 35 كلم على أقل تقدير، وفي الطريق يعانون من مشاكل عديدة كالاكتظاظ داخل السيارات التي لا تتوفر على أدنى شروط السلامة وتعرف مشاكل على المستوى التقني، وليس لها الرخصة القانونية التي تسمح بنقل الأشخاص. إضافة إلى الغبار المحمل بالتراب والرمال الذي تثيره العجلات وسرعة السيارة، ويتسلل إلى الداخل عبر الشقوق والثقوب والنوافذ غير المحكمة الإغلاق . وبمجرد وصولهم إلى السوق تنطلق الساعة الكرونولوجية ويتسابقون مع الزمن، وفي ظرف أقل من أربع ساعات على الأكثر يتحتم عليهم أن يكونوا جاهزين للعودة إلى منازلهم، دون أن يكترث السائق لمن له أغراض إدارية لم ينهها بعد ، أو تسليم تحويلات مالية من ابن في المهجر لم تصل بعد أو إصلاح جهاز معطل أو زيارة عائلية قصيرة .
إن تجاوز هذه المشاكل والمتاعب رهين بالتدخل السريع من قبل الجهات المسؤولة، بغية تعبيد الطرقات التي تربط دواوير و قرى جماعة النيف لفك العزلة وتسهيل تنقل الأفراد بين المناطق والمركز بسهولة ويسر، ومساعدة السائقين للحصول على رخصة النقل المزدوج.لهذا يجب على المنتخبين المحليين والجماعات الترابية بالمنطقة ، يقول فاعل جمعوي من النيف ، أن يقوموا بالترافع لدى الجهات المختصة، بدءا من الجماعات الترابية وعمالة الإقليم إلى الوزارة المختصة للتعريف بمشاكل الطرق والنقل بمناطقهم .
الصورة من إحتجاج سابق لأرباب وسائقي النقل المزدوج بالمنطقة .