أحمد بيضي – خنيفرة/ جديد أنفو

فاعل جمعوي وناشط أمازيغي، من مريرت بإقليم خنيفرة، لم يكن يتوقع أن يصبح، بين ليلة وضحاها، عنصرا "مبحوثا عنه" بمقتضى مذكرة وطنية، وذلك بتهمة "إصدار شيك من دون رصيد"، يعود تاريخه إلى العام الماضي، وقد علق "المبحوث عنه" على هذه المذكرة بأنها حاملة لبصمات ضابط بمفوضية الشرطة بمريرت انتقاما من تصريح أدلى به لموقع إعلامي، يتهم فيه هذا الضابط ب "عرقلة سفره إلى العاصمة الفرنسية باريس لحضور أشغال المؤتمر العالمي للمناخ"، عندما عمد هذا الأخير إلى إيقاف سيارة كان على متنها في رحلته نحو مطار فاس- سايس، وتسجيل مخالفة "النقل السري" في حق سائق السيارة، بصورة لم يتقبلها الناشط المعني بالأمر الذي حاول عبثا، بمفوضية الشرطة، شرح ملابسات الموضوع، ما كلفه خسارة مادية عالية، علاوة على حرمانه من حضور اللقاء الدولي.

الناشط المذكور، محمد أجغوغ، الذي يعرف نفسه على الموقع الاجتماعي بالباحث والسياسي في الشؤون الأمازيغية في الساحل وشمال إفريقيا، أكد في رسالة له، أنه "لم يكن مجرما أو هاربا من العدالة بالشكل الذي يسمح بإصدار مذكرة بحث وطنية في حقه وهو خارج أرض الوطن"، في حين لم يفته التساؤل بمرارة حول ملابسات "معنى تحريك مثل هذه المذكرات في حق من يخدمون المصالح العليا للوطن دون أي مقابل، ما لا يعني إلا نوعا من الانزلاق إلى الانتقام"، في إشارة واضحة لضابط مصلحة أمن مريرت.

وفي ذات رسالته، خاطب الواقفين وراء إصدار مذكرة البحث، ب "أن تحريك المذكرة في حقي بتهمة إصدار شيك بدون رصيد، تزامنا مع تصريح صحفي يفضح ضابطا في الشرطة، لا بد أن يطرح أكثر من سؤال"، حيث عبر عن "استعداده للخضوع لجميع الأحكام"، لكن "على المعنيين باستفزازه أن يعوا جيدا بأنهم يحاكمون شخصا يعرفونه جيدا ويعرفون أهدافه، بل يحاكمون فيه شخصا أمازيغيا يشتغل وفق مبادئه وقناعته، ويخدم مصالح وهوية بلاده"، على حد قوله ضمن رسالته التي أضاف فيها بأنه "لا يعقل لرئيس مصلحة أمن أن يتقدم برفع مذكرة بحث في وجه رجل تعرفه جميع أجهزة الدولة، لا شيء إلا أنه عبر عن رأيه ضد ضابط شرطة عرقل سفره إلى الخارج، في الوقت الذي كان على هذا الضابط تصريف أوامره في وجود الشخص المستهدف"، وغيرها من العبارات القوية التي سطر بها الناشط رسالته.

و قد علمت الجريدة أن الناشط الأمازيغي، محمد أجغوغ، قد اعتقل فور وضع قدمه على التراب الوطني بمطار فاس – سايس، عقب عودته من أنشطة له بالديار الأوروبية، منها لقاء بالعاصمة الهولندية أمستردام وندوة بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث مر أثناء اعتقاله من معاناة نفسية قاسية قبل الإفراج عنه بتنازل من صاحب الشيك، الذي يبدو أنه لم يفهم جيدا سيناريو الحكاية، بينما لم يفت الناشط الجمعوي المذكور مراسلة والي أمن الجهة بمكناس يشكو فيها من تصرفات الضابط المشار إليه.

وكان المعني بالأمر قد وضع على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي خاطرة مفتوحة إلى الملك محمد السادس كتب فيها: "بعد نزولي بالمغرب واستكمال جميع إجراءات البحث، سأتوجه إلى أبي صاحب الجلالة برسالة صوتية أفضح فيها العناصر المفسدة في أمن مريرت، حيث من الواجب علي إخبار صاحب الجلالة بفساد من كلفهم بأمننا"، التغريدة التي زادت فاستنفرت بعض الأمنيين بمريرت، سيما في انتشارها بين المواقع الإعلامية، ومنها التي تمت فيها دعوة المدير العام للأمن الوطني بفتح تحقيق في ملف القضية.