أحمد بيضي - خنيفرة

امتد توقف طباخات «مأوى الفتيات القرويات المتمدرسات» بتغسالين، إقليم خنيفرة، لينعكس على الخدمات المقدمة للمستفيدات من هذا المأوى التابع لـ«الجمعية الاجتماعية للتنمية»، حيث نزلت هؤلاء الأخيرات إلى الشارع، صباح الاثنين 21 دجنبر 2015، للاحتجاج حيال الظروف التي تهدد وضعية إقامتهن على مستوى التغذية والرعاية، قبل تحول احتجاجهن إلى مسيرة جابت الشارع الرئيسي للبلدة باتجاه مقر القيادة، وبأيديهن عدة أعلام وطنية، دون أن تتوقف حناجرهن عن ترديد مجموعة من الشعارات والهتافات التي ندّدن فيها بوضعيتهن الصعبة قصد إثارة انتباه الرأي العام والسلطات المحلية والإقليمية لمعاناتهن، مع تخوف المتتبعين الكبير من أن يرخي الوضع المذكور بظلاله على أوساط أمهات وآباء النزيلات، فيمنعون بناتهن من الإيواء بالمؤسسة المذكورة، ليتم الحكم عليهن بالهدر والضياع.

وجاء غضب المستفيدات/ النزيلات بالمأوى المذكور، وفق مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، بعد دخول الطباخات والمؤطرات وعاملات النظافة بهذه المؤسسة الاجتماعية في إضراب عن العمل، احتجاجا على عدم تسوية وضعيتهن المالية، على هزالتها، لمدة تجاوزت ثلاثة أشهر، وتعليقها إلى أجل غير مسمى، من دون أن تشفع لهن ظروفهن الاجتماعية ولا ما تقدّمنه من خدمات لفائدة المستفيدات في شيء ، هذا الإضراب المشروع والمنطقي كان له أقسى تأثير على أكثر من 80 فتاة بمأوى الاستقبال، من خلال حرمانهن من وجبات الغذاء وحصص التأطير، الشيء الذي انعكس على استقرارهن النفسي وتحصيلهن الدراسي بشكل كبير، وهو ما استعرضنه أمام مسؤول بالسلطة المحلية الذي لم يفلح في ثنيهن عن الاستمرار في الاحتجاج إلا بصعوبة كبيرة.

وصلة بالموضوع، يشار إلى أن مأوى الاستقبال أو مركز الإيواء المشار إليه، والذي تشرف «الجمعية الاجتماعية للتنمية بتيغسالين» على تسييره الإداري والمالي، قد عرف ويعرف مشاكل كبيرة، منذ دخول الموسم الدراسي، عندما قدمت رئيسة الجمعية استقالتها من المكتب المسير، ووجود نائبها خارج الإقليم، وتشتت باقي الأعضاء، ولا أحد استطاع سحب أموال الجمعية وصرف المستحقات ولا حتى توقيع الشيكات، لتظل الأمور عالقة في انتظار عقد جمع عام لتجديد هذا المكتب، والذي تقرر عقده يوم 2 يناير 2016، على أبعد تقدير، حسب تصريح مصدر مسؤول من هذه الجمعية ل «الاتحاد الاشتراكي»، وذلك بغاية احتواء الأزمة التي بلغتها أوضاع الجمعية، ومعها أحوال الطباخات والمؤطرات والمنظفات، والتي قد تمتد إلى باقي مرافق الجمعية التي تضم مركزا لتكوين المرأة القروية.

وكانت «الجمعية الاجتماعية للتنمية بتغسالين» قد تأسست عام 1997، لتتعزز، خلال شتنبر 2002، بإنشاء مأوى لاستقبال الفتيات المتمدرسات، وتوفير ظروف الإيواء والتحصيل لهن ، خاصة المنحدرات من العالم القروي والأسر المعوزة، من أجل محاربة الهدر المدرسي حيث تتحمل الجمعية مسؤولية إقامتهن وتغذيتهن وتتبع مسار تمدرسهن، بشراكة مع وكالة التنمية الاجتماعية، وبدعم من لجنة دعم تمدرس الفتاة القروية بالرباط، ومؤسسة التعاون الوطني، إضافة إلى بعض مساعدات مشروع «ألف» وكذا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركاء أجانب وغيرها، علما أن تمدرس الفتيات القرويات تعترضه العديد من المعيقات والاكراهات، بالأحرى الحديث عن قرى بلدة مثل تغسالين، وكيف يعيش معظم سكانها في وضعية اجتماعية صعبة.

المصدر: الاتحاد الاشتراكي