محمد عسناوي - لحسن اوهرى - حصيا / جديد انفو
لا حديث مؤخرا باحصيا يعلو على حديث بونحاس، وايت بونحاس و ...نظرا لما أصبحت تشغله تداعيات العودة القوية لهذه المناجم في اهتمام الساكنة. فمنذ انقطاع الاشغال بهذه المناجم المتاخمة لقرية "مجران" بأقصى جنوب احصيا لسنوات ليست بالقليلة، إذ كان يستخرج منها معدن النحاس وباتت تلقب به منذ ذلك الوقت، والناس لا يعيرونها أي اهتمام ويعتبرونها مكانا للأشغال الشاقة لا تدر إلا التعب والارهاق على تلك الفئة القليلة من عمالها، صارت اليوم بقدرة وأبحاث وصيت الشركة التي تستغلها محط الاهتمام من طرف الشركة نفسها قبل أي طرف اخر ، فقد أعدت إلى هذه المناجم المهجورة العدة والعتاد ، ورحلت إليها عمالها ومستخدميها من مناطق بعيدة ، وأبعدت عنها كل التحركات، فأسدلت عليها ستارا من السرية والتعتيم ، و شرعت في تهييئ الطريق إليها وتعبيدها ، وسخرت لها الآلات والتجهيزات الضرورية ، وبدأت في تشييد مراكز ومعامل المعالجة في عين المكان، وأخذ الاهتمام يكبر و يتعدى اللزوم...وبالتالي تقاطرت الأسئلة ! هل معدن النحاس يستحق كل هذا الاهتمام؟ ! كلا، ومنطقيا كلا ، وهكذا ترجح كفة الاشاعات،وما يروج عند أغلب الناس، فالأرض تخفي كميات من الفضة والذهب ومعادن أخرى... علمها عند أرباب الشركة بعد الله طبعا .
الناس كذلك شغلهم الاهتمام بهذه العودة بسبب انتفاعهم بشكل أو بأخر من الظروف الناجمة، فمن كان يملك بيتا أو منزلا فارغا تنفخ فيه الرياح الرملية الصحراوية الجافة أصبح اليوم يستفيد من كرائه ويدر على صاحبه مبلغا ماليا كان إلى عهد قريب لا يحلم به رغم بساطته، مما نتج عنه تسابق في هذه الدواوير المتناثرة نحو توفير المزيد من بيوت الكراء لعمال هذه المناجم، وليس هذا فحسب بل شهدت المنطقة رواجا تجاريا واقتصاديا مقارنة بما سبق، انعكس على دكاكينها المتزايدة وسوقها الفتي، فجعله صامدا أمام الانحلال الى حد الساعة. ولحسن حظ السكان كذلك فقد تعجلت أشغال الطريق الى هذه المناجم المتواجدة في جنوب احصيا، وفرت عليهم عناء المطالبة بتهيئتها. كل هذه الظلال الملقاة على المنطقة وسكانها من قبل العودة البارزة للأشغال في هذه المناجم جعلت الجميع يستبشر خيرا ويتطلع الى افق احسن لهذه المنطقة، فكما هو معروف فاحصيا منطقة قروية نائية ذات مناخ جاف وقاحل وظروف طبيعية قاسية تحتاج أكثر من غيرها الى مشاريع تنموية تخفف من حدة قساوة العيش وتستشرف لغد أفضل يحد من الهجرة المستمرة لسكانها نحو المدن والى الخارج في أغلب الأحيان ...ولهذا فهي أحق أكثر من غيرها إلى خيراتها الطبيعية المعدنية بالخصوص، فهي كما يخمن المهتمون وكما تشير إليه أرض الواقع منطقة زاخرة بثرواتها المعدنية، فمرارة و قسوة جفافها الظاهر ربما يخفي ثروتها وغناها الباطني !! ولهذا فالجميع في المنطقة يأمل من الشركة المستغلة لمناجم بونحاس أن تعطي للأرض حقها ، ولأصحابها حق ثروات أرضهم ، فتشغل الناس ، وتنجز مشاريع التنمية ، وتفتح قنوات التواصل مع المجتمع المدني وجمعياته ،وتعمل بذلك على النهوض بالمنطقة ، وتحيي شعور الانتماء في الناس ، وتخلق جسور التواصل و التراضي بينها وبين أبناء المنطقة .
وإذا جاز لنا القول ، فيبقى الامل لكل الناس هنا أن يجد سد "تنزميت" في مدخل احصيا طريقه الى الوجود عله يخفف من معاناة الجفاف المزمن ونذرة المياه التي تعصف بالأرض والعباد و النبات والحيوان ، وتتهددهم في كل وقت وحين ، و إذا جاز الحلم ، فمن شأن مناجم بونحاس أن تربط شمال احصيا بجنوبها و أن تحقق نوعا من الاكتفاء الذاتي للمنطقة، فتشيد السد من عائدات معادن بونحاس، أو تساعد على ذلك ، وليس ذلك على الشركة بمستعص ولا بمستحيل ! وتقدم بذلك خدمة جليلة لمنطقة احصيا شمالها وجنوبها تحسب في ميزان حسناتها .