ذ : الحسين بايزو *

نعني هنا كل من مركز تكوين المفتشين و مركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط  والمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين – سلك الإدارة في مختلف جهات المملكة . فعلى كل أستاذ أن يتعرَف  على مخرجات كل مركز قبل أن يلتحق بإحداها إن أمكن له ذلك .

  1. مركز تكوين المفتشين :

اعتمادا على المراسيم وقرارات الوزير المنظمة لهذا المركز  ، فهو يفتح في وجه : 

  1. أساتذة التعليم الابتدائي المرسمين( الدرجة الثانية والدرجة الأولى) ... وبعد سنتي التكوين بدون تكرار (..) يتخرج الطلبة المفتشون ويتم تعيينهم حسب معايير  يتم تحديدها في مذكرة باعتبارهم مفتشي التعليم الابتدائي (فرنسية أو عربية) من الدرجة الأولى (سلم 11).

  2. أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي،كل حسب تخصصه ، من الدرجة الثانية والدرجة الأولى والمبرزين ، وبعد سنتي التكوين يتم يعيين المفتشين حسب معايير  محددة في مذكرة وحسب الخصاص في المديريات الإقليمية ..، ويتخرج مفتشو التعليم الثانوي التأهيلي بإطار مفتش الثانوي من الدرجة الأولى (السلم 11) وهو الذي يتولى أيضا تفتيش ومواكبة وتأطير  أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي . فهذه الفئة (أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي) لا يحق لها أن تلج مركز تكوين المفتشين ، رغم تنصيص بعض النصوص القانونية(آخرها قرار الوزير رقم 17-3521 الصادر بتاريخ 17 دجنبر 2019 الذي يحدد مهام المفتشين ) لوجود مفتشي التعليم الثانوي الإعدادي ، فقد فتح المركز لفوج أو فوجين في ثلاث مواد أو مادتين ثم أقبر نهائيا . ففي أزيد من 25 سنة مضت لم يسمح لأساتذة التعليم الثانوي الإعدادي في اجتياز مباراة التفتيش في مواد علوم الحياة والأرض والعلوم الفزيائية والكيميائية والرياضيات والعربية والاجتماعيات .

  3. الممونين من الدرجة الثانية والدرجة الأولى ، يتم التخرج بعد سنتي التكوين  بإطار مفتش المصالح المادية والمالية ، الدرجة الأولى (سلم11).

ورغم وجود مشاكل ( حسب بعض المفتشين الممارسين) يعتبر  المفتش أفضل الأطر قيمة معنويا وماديا حيث تصل التعويضات عن المهام أحيانا إلى أكثر 2700 درهم، فلماذا يحرم منه أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي ؟

2 – المراكز  الجهوية لمهن التربية والتكوين :

    تتواجد هذه المراكز في كل جهة من جهات المملكة ،ويتم فيها تكوين  أساتذة التعليم الابتدائي (موظفي الأكاديميات ! ) مع أطر الإدارة التربوية . ويفتح هذا السلك ،حسب المرسوم والقرار الوزيري المنظم ،في وجه موظفي وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي – قطاع التربية الوطنية ، حاملي الإجازة والمرتبين على الأقل في الدرجة الثانية ( السلم 10) والذين قضوا على الأقل أربع سنوات بهذه الصفة ، ويلاحظ هنا إقصاء عدد كبير من الموظفين ( الذين لم يحصلوا على إجازة ) . يستغرق التكوين سابقا وإلى حدود كتابة هذه الأسطر سنة كاملة ، يتخرج بعدها المتكون بإطار متصرف تربوي في الدرجة الثانية  مع إمكانية ولوج الدرجة الممتازة بعد استيفاء الشروط المرتبطة بها. وتشير أخبار متواترة ومتطابقة إلى تغيير المرسوم المنظم لهذه المراكز ليستغر ق التكوين سنتين كاملتين والتخرج بعدها بإطار متصرف تربوي في الدرجة الأولى (السلم 11) مع إمكانية ولوج الدرجة الممتازة (خارج السلم).

3-  مركز التوجيه والتخطيط التربوي :

ويتواجد بالرباط ، ويعتبر من المراكز النادرة على الصعيد العربي والإفريقي وتعترف به منظمة اليونيسكو  ويفتح في وجه أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي ويستغرق التكوين فيه سنتين كاملتين ، مسلك التوجيه أو مسلك التخطيط التربوي ، ويتم التخرج فيه بالدرجة الثانية (السلم 10) ويحتفظ من له درجة أكبر  بدرجته (مثلا من ولج المركز بالسلم 11 يتخرج مستشارا في التخطيط أو في التوجيه بالدرجة الأولى السلم 11) لكن من ولجه بالدرجة الثانية يتخرج بالدرجة الثانية مع فقدانه الأقدمية في الدرجة ، ولا يمكن له أن يشارك في اجتياز مباراة ولوج السلم 11 (الامتحانات المهنية)  إلا بعد مرور أربع سنوات (التكوين أصبح عقابا !) . 

  كثر القيل والقال حول ضرورة (بل هو تحصيل حاصل ) تغيير المرسوم المنظم لهذا المركز ، فهل سيُنصف فيه أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي  ويتم التخرج بعد التكوين في مركز التوجيه والتخطيط بالدرجة الأولى وبإطار مفتش في التخطيط أو في التوجيه مع مراعاة حق المستشارين في التوجيه أو في التخطيط الممارسين حاليا ، نظرا لما يقوم به هؤلاء الأطر في تأطير  للأساتذة والمديرين وأدوارهم المتعددة في مختلف اللجان وأعمالهم الإدارية المتعددة والأساسية. أم ستكتفي الوزارة بتغيير المرسوم وتخرج المستشارين بالدرجة الأولى وبهذا ستضع إطار المفتش في التخطيط التربوي والمفتش في التوجيه التربويفي طور الانقراض ! وهكذا تٌفتح زنزانة جديد للمستشارين من الدرجة الثانية والتي ستضعهم في طور الانقراض ، وسينتظر البعض منهم حتر ينقرض هو. فبأي درجة سيتخرج المفتش في التخطيط أو في التوجيه ، بعد ممارسته لمهام المستشار (والتي هي نفس مهام المفتش في التخطيط أو التوجيه في غالب الحالات  حاليا رغم تنصيص المرسوم الأخير الصادر في 17 دجنبر 2019 عن مهام المفتشين والبعيد جدا عن الواقع المعيش وبالخصوص عمل مفتشي التوجيه والتخطيط التربوي) ثم نجاح في مباراة قد تفتح او لا تفتح مستقبلا ، ثم تكوين لسنتين بعيدا عن البلد والولد؟

هل مركز التوجيه والتخطيط بهذه المكانة أم أريد له ذلك؟ سنتان في مركز تكوين المفتشين أفضل وأعظم من أربع سنوات تكوين في مركز التوجيه والتخطيط مع أربع سنوات على الأقل من العمل في الميدان، هل هناك فرق بين أساتذة ودكاترة المركزين ؟ أم نصوص بالية يعمل البعض في الخفاء على إبقاءها رغم عدم صلاحيتها والتشبث بها من أجل أغراض خفية تافهة ؟

مراكز التكوين مختلفة ومتميزة ، لولوجها تتطلب من الأستاذ أن يبذل جهدا كبيرا في الاستعداد الجيد والملائم ، وجهدا أكبر أثناء التكوين والتدريب ، وصبرا بعد التخرج خاصة لخريجي مركز التوجيه والتخطيط نظرا لجسامة المهام التي يقومون بها وهزالة التعويضات  التكميلية التي يتلقونها (...)فصبر جميل أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي حاليا أو سابقا فأنتم محرومون من الدرجة الممتازة كأساتذة وممنوعون من إطار مفتش سواء في تخصصاتكم السابقة أو في التوجيه أو التخطيط التربوي.

                                             

                                         * مستشار في التخطيط التربوي