الإسعافات الأولية هي تلك الإجراءات البسيطة التي يقدمها شخص متمرن لشخص مصاب من أجل الحفاظ على حياته ، في انتظار وصول سيارة الإسعاف أو نقل المصاب إلى أقرب مستشفى . ذلك الشخص المتمرن خضع لتدريبات خاصة ينظمها "الهلال الأحمر" أو "الصليب الأحمر" . لقب سابقا بالمسعف المتطوع فأصبح الآن "المنقذ المتطوع ".

لأهمية معرفة الإسعافات الأولية وتطبيقها ، أقدمت وزارة التربية الوطنية  والتكوين المهني على إصدار مذكرة يوم 26 يناير 2015 تحت رقم  15/006 ،موجهة إلى السادة مديري المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ، موضوعها "تكوين الأساتذة المتدربين في الإسعافات الأولية والإنقاذ"

مذكرة ، وإن تأخرت ، ينبغي أن يصفق لها الجميع ووجب التسريع في تنفيذه مضمونها  لكي لا تبقى حبرا على ورق ويصنفها المدير في الواردات وكفى . لأن هذه الدورات التدريبية ستمكن الأساتذة المتدربين من الحصول على مهارات إنقاذ حياة الناس ،  سيصبح الأستاذ المتدرب منقذا متطوعا في القسم وخارج القسم ، ستمكنه تلك التدريبات على حمله لصفة "الأستاذ المنقذ " ، يا لجلال الاسم . ألم يكن الأستاذ كذلك وإن لم يخضع في تكوينه الأساس لهذه التدريبات ؟

متى سيتم تعميم هذه التكوينات الأساسية على جميع أطر التعليم . للإشارة فقد تم توقيع شراكة بين وزارة التربية الوطنية ومنظمة الهلال الأحمر المغربي منذ عشرات السنين ، لكن لا أثر لهذه الشراكة في الواقع ، باستثناء دورات خجولة "هنا وهناك " ينظمها أساتذة وإداريون  باستدعائهم لمكوني الهلال الأحمر ضمن أنشطة الحياة المدرسية  .

ألا يحق لكل مدرس أن يكون مسعفا ، فهو يعمل مع مجموعات من الأطفال و تظهر حوادث من حين إلى آخر ، جروح و أنزفة ولسعات وحروق.. كيف يتعامل معها ؟

ألا يجمل لكل مواطن، أن يتقن الإسعافات الضرورية لإنقاذ حياة شخص تعرض لحادثة عوض التجمهر حول (المصاب) والزيادة في تعميق جراحه عوض إنقاذه ؟ فلن يتم ذلك إلا بتدريب النشأ و إكسابهم مهارات الإسعافات الأولية ، في مستويات دنيا وخاصة في الثانوي الإعدادي . وللإعلام السمعي – البصري دور هام في ذلك .

يحز في النفس أن تطلع على مقررات دراسية قديمة وحديثة  لفرنسا  فتجد في نهاية درس، فقرة خاصة للإسعافات الأولية المرتبطة بذات الدرس (مثال درس التنفس تجد فيها كيف تقدم الإسعافات الأولية للحفاظ على التنفس – درس الدوران الدموي  تجد فيه كيف يتم توقيف النزيف الدموي ؟) لكن في منهاجنا لا أثر لذلك خاصة  في العشرين سنة الأخيرة .

الأستاذ المنقذ ! نعم إن الأستاذ هو المنقذ من براثين الجهل والأمية ، فيصبر للطفل ويتصابى معه حتى يكسبه المبادئ الأساسية في القراءة ويعلمه ويدرسه حتى ينمو ويترعرع فيصبح طبيبا أو مهندسا أو قاضيا أو دركيا أو شرطيا أو عسكريا أو ..صحافيا أو غير ذلك  يتصيد و  يستمتع ببعض هفوات الأستاذ .فاصبر عليهم صبر الجمل ، فأهل الفضل يعرفون الفضل لذوي الفضل .

إن المدرسة المغربية على حافة الانهيار، البعض يستهدف المكون الأساسي في المجتمع ، فمن المنقذ ؟  إنك أنت أيها المدرس  ، أنت المنقذ ، أنت المنقذ.