يعرف العالم تهديدات ومخاطر بيئية على رأسها ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية وتلوث الماء والهواء وانقراض بعض الكائنات وبالتالي اختلال في التوازن الايكولوجي.

والمغرب باعتباره ملتزما بالمواثيق الدولية المتعلقة بالمناخ دليل ذلك تنظيمه لـ cop22 بمراكش وانخراطه في تفعيل وتنزيل بعض الاتفاقيات الدولية، معني هو الآخر بالتهديدات البيئية التي يواجهها العالم.

 وبما أن المؤسسات التعليمية هي تلك الحلقة الرابطة بين ما يتلقاه المتعلم من قيم وأخلاق داخل المؤسسة وبين ما يتلقاه داخل الأسرة والمجتمع الخارجي، فإن مؤسستنا منخرطة بشكل جدي في موضوع البيئة وعلاقتها بالتنمية المستدامة.

 وفي هذا السياق نظم تلاميذ السنة الثانية باكالوريا تحت إشراف الأستاذة رشيدة بوقنادل نشاطا تربويا تحت عنوان: رمي الكمامات الطبية في الطبيعة من بحار وغابات وشوارع وتأثيرها السلبي على البيئة.

أهداف هذا النشاط تسليط الضوء على بعض المشاكل الطبيعية التي تؤثر على العالم والتي ظهرت في ظل كوفيد 19.

التلاميذ المشاركون في إعداد التقرير عبد الغفور أعظيم، فاطمة الزهراء النتيفي، لصفر هبة، عمران الفقير.

تعرف فيروسات كورونا (الفيروسات التاجية) بأنها عائلة فيروسات كبيرة تتسبب في أمراض للبشر والحيوانات على السواء.

ومن المعروف أن كورونا المستجد يصيب الجهاز التنفسي بالإضافة إلى الأمراض الأخرى الأكثر خطورة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، ومتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس).

ومؤخرا ظهر نوع جديد من فيروسات كورونا وتسبب في وفاة الكثير حول العالم ولا يزال مستمرا حتى الآن. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها صنفت مرض فيروس كورونا كجائحة.

 تاثير الفيروس على البيئة

 لهذه الجائحة عدة جوانب سلبية وإيجابية حيث ساعدت على تنظيف الهواء من دخان المصانع ومخلفاتها ودخان السيارات خلال الحجر الصحي. أما السلبيات التي سنتطرق إليها بصفة خاصة تتمثل في التعاطي السيء للإنسان مع الكمامات الطبية، فحسب موقع Mayo Clinic فإن الكمامات أحادية الاستخدام وهدفها حماية مرتديها من ملامسة القطرات والرذاذ الذي قد يحتوي على جراثيم، كما تصفي الكمامات الطبية الهواء أثناء الاستنشاق، والتخلص العشوائي منها يشكل ضررا بيئيا خطيرا وذلك للعرقلة التي يتسبب فيها في الطبيعة (الصورة 1).

التخلص العشوائي من الكمامات خطر يداهم البيئة ويشوه المنظر العام.

فمن المنظور العلمي اكتشف علماء البحار أن العديد من الأسماك تستهلك هذه القطعة البلاستيكية الصغيرة حيث تعتبرها طعاما عن طريق الخطأ. كما أن نحو 600 نوع من الأنواع البحرية مهددة نتيجة التلوث وهناك خطر يتهدد نحو مليار شخص حول العالم يستهلكون الأطعمة البحرية كمصدر رئيسي للبروتين.

وتضيف الكمامات المستعملة ضررا إضافيا لهذه المشكلة المستفحلة أصلا حيث ينتهي نحو ثمانية مليون طن من البلاستيك إلى البحار سنويا بحيث أنها اصبحت تشكل 80 في المائة من  المخلفات الموجودة في البحار وفق الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة (الصورة 2 )

خطر الكمامات على الأوساط المائية ... البحار كمثال، تتضرر كائنات هذا الوسط من انتشارها

إن انتشار الكمامات بشكل عشوائي في الطبيعة يشكل موتا قريبا وأداة تدمير للكائنات الحية، حيث تجد صعوبة في التعامل مع هذا الوافد الجديد على أوساطها، فأي محاولة للعبث بها قد تكون له آثار وخيمة على الكائن الحي. (الصورة 3)

طائر وقع في شرك كمامة ... إنها النهاية الوشيكة

ومن المنظور النفسي أجمع الأطباء النفسيين على أن مجرد رؤية الكمامات ملقاة في الشوارع والأزقة يؤثر سلبا على العقل ويمده بالسلبية، ويسلبه الصفاء الذي يمكن أن يستمده من الطبيعة النقية والصافية.

ومن المنظور الاجتماعي فإن الباحثين أكدوا أن مجرد رمي الكمامة بالفضاء العام، يعبر عن جهل أفراده وقلة الوعي. 

وفي الأخير ومن أجل الحد من هذه الظاهرة نوصي باستعمال الكمامات بطريقة صحيحة، والتقاطها بمنديل معقم ورميها مباشرة في صندوق القمامة مع التأكد من غسل اليدين.

عدم الاستهتار بخطورة فيروس كورونا المستجد والحرص على الالتزام بالتدابير الاحترازية.

ابتكار أماكن خاصة في البيت لرمي الكمامات وعدم تركها في الهواء الطلق.

تفادي رمي الكمامات في الأنهار والبحار والشوارع والأزقة. 

زجر كل من ثبت ارتكابه لمخالفة رمي الكمامة بشكل عشوائي.

وأخيرا لا تنسوا غسل أيديكم قبل وبعد رمي الكمامة وتغييرها كل ست ساعات. 

مصدر الصورة 1 : 

https://grist.org/climate/the-world-is-drowning-in-used-face-masks-should-we-turn-them-into-fuel/

مصدر الصورة 2 : 

https://theconversation.com/millions-of-face-masks-are-being-thrown-away-during-covid-19-heres-how-to-choose-the-best-one-for-the-planet-147787

مصدر الصورة 3 : 

https://www.bbc.com/news/uk-politics-54057799