في المغرب إذا أردت أن تحقق الشهرة في خمسة أيام بدون معلم، فما عليك سوى قتل رجل أمن أو أحد أفراد القوات المساعدة أو الوقاية المدنية لتتم محاكمتك طبقا للقانون وأمام المراقبين الدوليين، وستقول العدالة كلمتها في حقك بكل وضوح وشفافية، عندها ستنتهي في السجن.

عندما تحقق هذا الإنجاز، عليك أن تقوم بتكليف زوجتك (المناضلة) لتتسلم مبلغا ماليا من الجزائر وتكثف من الأسفار والاتصالات الدولية من أجل كسب تعاطف المنظمات الحقوقية الدولية التي تعطل ميزانها، وتيليبوتيكات الجيزاريو التي تضررت كثيرا من تقدم حقوق الإنسان في المغرب.

هكذا ستصبح إسما معروفا، (المناضل النعمة أسفاري) وسيصبح إسمك ضمن لائحة المظلومين في العالم بقدرة ظالم، وستحقق حلمك في الشهرة، في مرحلة أولى. عندها ستصل إلى المرحلة الثانية التي ستحتاج فيها إلى محامي “مُعلم” لتتعلم كيف تخطو الخطوات الموالية.

وستحتاج إلى كيس جديد من الأموال بنكهة كازوال الجزائر، وستتوجه زوجتك “المناضلة” بالطلب مرة أخرى إلى جنرال من الجنرالات الذي لن يتردد كثيرا في تزويدها بالوقود لتوزيعه على “متظاهرين مصطنعين” لحرق علم المغرب بإسبانيا أو بجنيف ودفع أجورهم بعد ذلك.

مُعلمك سينصح زوجتك المتاحة لجميع أعداء المغرب، بِعقد ندوة بجنيف والقول بأنك تعرضت للتعذيب في سجون “الإحتلال المغربي” وستُصدّقها كل المنظمات المأجورة المستفيدة من كازوال الجنرالات، وستندد بـ “ظاهر التعذيب في المغرب” وتطالب مملكة محمد السادس بفتح تحقيق في الموضوع…

دعنا من هذا كلّه، إذا كنت بطلا مغربيا، رفعت علم بلادك في سنة 1999 وبعد ذلك بسنوات خَفَت نجمك في سماء الرياضة والإعلام، “حشوما تبقا منسي ومادّاها فيك حد”، إذهب ومُدّ يدك لتحصل على مأذونيتين، وبعد ذلك عاود المحاولة من جديد، وإذا لم تحصل على الثالثة فما عليك سوى الانتظار قليلا.

“حشوما يردّوها ف وجهك أ صاحبي، ما تسكوتش ليهم”، عليك بمدّ يدك مرة أخرى، لأنهم لم ينتبهوا إلى طلبك ربما، كرر العملية، أو على الأقل اُطلب منصبا بوزارة الشباب والرياضة، “ماشي مشكل واخا نتا ما عندك حتى شهادة تحمّر الوجه”، وانتظر قليلا، “مالك زربان على رزقك”.

استفد من معلمّيك وتعلم من أين تؤكل الكتف، اذهب إلى جنيف واختر منظمة من المنظمات التي يشتغل محركها ببنزين الجارة الشرقية الشقيقة مشكورة على ذلك، واطلب من المنظمة أن تتبنى ملفك الحقوقي، انتظر، اختر تهمة كبيرة للمغرب، التعذيب مناسب كتهمة تليق بالمغرب وتليق بك كبطل عالم لا يعرفه أحد الآن.

لماذا سَكتْتَ على كل ذلك الظلم يا زكرياء مومني لمدة طويلة؟ لماذا لم تفضح المغرب والمغاربة الذين يغتصبون أبطالهم في إدارات عمومية؟ لماذا لا تشوه صورة بلادك أكثر فأكثر؟ لعلك ترد لها الجميل وتشكر عائلتك وكل المغاربة على احتضانهم لك “قبل ما تعرف تلبس حتى حوايجك، ولا تمسح نيفك”.

للذين لا يستطيعون الوصول إلى الجزائر للحصول على “بون ديال المازوط وفلوس” لتشويه المغرب، لدينا وصفة سهلة جدا، عليك أن تتوجه إلى حي البرنوصي بالدار البيضاء وترسل رسالة قصيرة إلى أحد أصدقائك “ANA M” وتختفي عن الأنظار، وبعد دقائق تذهب إلى حي سباتة لتحكي لصديقك قصة “اختطاف وتعذيب وحرق وهتك العرض”، وتقوم بعد ذلك بتصوير شريط فيديو تتهم فيه أشخاصا مجهولين “في إشارة إلى جهاز تابع للدولة” وتنشره على اليوتوب وتحاول كسب التضامن.

ورغم أن كثيرا من أصدقائك “غادي يعيقو بيك، والبوليس حصْلوك وبديتي كاتبرتل” فلا بأس، استمر في “النضال يا مناضل” وانتظر الدعم من الحركة المغربية التي تنتمي إليها والتي يجاملها الكثير من الزعماء السياسيين “حركة 20 فبراير”، واعتمد على “ذكائك” المضحك، وبراعتك في اختلاق سيناريو مُحكم لن يصمد أمام المحققين.

هذه هي القاعدة التي يريد أن يرسخها بعض الأشخاص، وهذه وصفات الشهرة الجديدة في المغرب، “راه عاقو بكم المغاربة، الله ينعل اللي ما يحشم وصافي”.