محسن الأكرمين

قد دخلنا المرحلة الثانية من "الحجر الصحي" ولا ندري متى سيرفع "التباعد الاجتماعي" والعودة إلى ميدان الحياة اليومية والعملية. الآن بات من اللازم اتخاذ إجراءات جريئة وبإستراتيجية تدبير المخاطر نتحكم فيها ببدائل متحركة بالتجديد. قد نتحدث عن مجموعة من القرارات المتنوعة،و قد تختلف من قطاع لآخر، واليوم سنتطرق إلى العناصر التالية:

على مستوى الدولة(من بين الاقتراحات التمكين الممكنة): 

أولا: لا بد من تثمين كل الإجراءات الاستباقية التي تم تطبيقها من طرف الدولة منذ الحالات الأولى من ظهور فيروس "كورونا"، وصناعة التعبئة الجماعية.

ثانيا: لا بد من استثمار التلاحم الشعبي القوي في الحرب على "كوفيد 19"، ووضع الأمن الصحي للوطن في قمة التعاضد الوطني.

ثالثا: الإبقاء على الحيطة والاحتياط دون التسريع والتسرع في رفع "التباعد الاجتماعي" كليا، تحسبا لانتكاسة (وبائية) غير متوقعة.

رابعا: التفكير في تمديد الدعم الاجتماعي للأوساط الاجتماعية التي تعاني من فاقة الهشاشة إلى نهاية سنة 2020، لأن حتى في حالة رفع "الحجر الصحي" فإن الأزمة الاقتصادية والعمالية ستمتد.

خامسا: إعادة التفكير في مخرجات النموذج التنموي وفق مستجدات مخلفات "كورونا" المستجد، لأن فجوات التنمية قد تعرت كليا خلال هذه الجائحة غير المتوقعة.

سادسا: إعادة ترتيب الأوليات بالقرب من حاجيات الوطن والشعب بالواقعية والبساطة واستحضار الكرامة الاجتماعية.

سابعا : استعجال إخراج (السجل الاجتماعي) بناء على معطيات ولوائح الدعم الاجتماعي الحالي.

ثامنا: إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني بالاندماج مع واقع الأوساط الاجتماعية للتخفيف من كثلة الفقراء.

تاسعا: إعادة تنظيم الأنشطة غير المهيكلة، لإخراج اقتصاد الدولة من صورة الفوضى غير المقدور على التحكم فيها في ظل الأزمة العالمية التي ممكن أن تمتد "ما بعد زمن كورونا".

عاشرا: ابتكار تسهيلات في الأداء الضريبي، وإعفاءات من جزاءات التأخير، ولما حتى فتح باب الاقتراض الداخلي عبر سندات مضمونة من الدولة (مغرية الفوائد وسهلة البيع والتداول) لدعم ميزانية أداء الدولة الداخلي...

على مستوى وزارة التربية الوطنية (من بين الاقتراحات التمكين والممكنة):

أولا: تثمين كل الإجراءات التي تم توظيفها باحترافية واستثنائية لأجل تدارك إنجاح الموسم الدراسي (2019/2029).

ثانيا: تثمين رؤية الانخراط السريع في آلية "التعليم عن بعد" رغم المداهمة الفجائية للوباء وتوقيف التدريس (المواجهاتي).

ثالثا: الاستمرار البيداغوجي"التعليم عن بعد" لن يغني الوزارة الوصية والجهوية والإقليمية من تقويم المرحلة بإكراهاتها ونواقصها الكلية .

رابعا: اتخاذ قرارات جريئة والحسم في قضايا الامتحانات والانتقالات برؤية (الاستثناء) برسم الموسم الدراسي (2019/2029) من خلال المقترحات التالية :

أ‌- عدم عودة التلاميذ والتلميذات إلى الفصول الدراسية إلى بداية الموسم الدراسي القادم (2020/2021).

ب‌- عدم تمرير الامتحانات الاشهادية للمستويات التالية (السادس/ الثالثة إعدادي/ الأولى باك) حسب الوضعية الاستثنائية.

ت‌- التفكير في الاستغناء عن امتحانات (الأولى باك) بالمرة. 

ث‌- تمرير الامتحان الاشهادي (الباكالوريا) وفق معايير اختبارية جديدة، وتنظيم لوجستيكي وقائي، وتصحيح الانجازات الاختيارية عبر الآلة.

ج‌- إشراك الشركاء و الفرقاء الاجتماعيين (النقابات وممثلي جمعيات الآباء) في إبداع حلول لإنهاء السنة الدراسية بشكل توافقي، ودون توترات جانبية.

ح‌- التفكير في خارطة الطريق للدخول المدرسي (2020/2021) القادم باستحضار (فيروس كورونا) والاستعداد الأمثل له. 

خامسا: وقف التوجس الأسري والتربوي المتنامي من خلال أثر آلية "التعليم عن بعد" وانعدام تكافؤ الفرص عبر خلق موازنة ملائمة.

سادسا : التفكير في بدائل ممكنة عن مبادرة "مليون محفظة"، مثلا توزيع (حاسوب دراسي/تابلت...).

سابعا : الاستفادة من نتائج الجائحة (السلبية والايجابية) وتجديد آليات التعلمات نحو الرقمنة، والدفع بالقطاع إلى التخلص من الوسائل التقليدية القديمة.

ثامنا: تجديد المقررات الدراسية والمناهج الدراسية بما يتلاءم مع تجربة (التعليم عن بعد). 

تاسعا: الاستمرار في التعبئة الاجتماعية تجاه المدرسة العمومية.

عاشرا: الانكباب على بناء التعلمات الأساس بالجودة، بدل الاشتغال على تهييء المتعلمين طيلة السنة لاجتياز الامتحانات فقط، وكأن تعليمنا تعليم امتحانات لا تعليم مهارات وقدرات وذكاء اجتماعي.