زايد جرو - الريصاني
الريصاني من المدن التقليدية والعتيقة بالجنوب الشرقي بإقليم الرشيدية والتي اشتهرت بالهدوء وبأخلاق ساكنتها العالية وبصبرها وقناعتها وجدها وجديتها وسعيها للتفوق على مستوى الدراسة والعمل ، واحات الريصاني بدءا من مزگيدة العامرة شاسعة تنتج فلاحة تقليدية بمشغولات يدوية من صنع محلي ، تحولت كل المدن وتغيرت وتحسنت الا الريصاني الغبارية طالعة ،ودوار الغبرة شابع غبرة لبعد المدينة عن المراكز ،وضعف الاستثمارات بها ، وقلة التساقطات وضعف البنيات التحية ...
بالمدينة بعض الموظفين والموظفات في قطاعات مختلفة شاخت رؤاهم تبعا لسنهم، وانتقل عدوى الشيخوخة والتقدم في السن المبكر للكثير من الشباب الذي يعول عليهم في أخذ المشعل ، فأصاب العُطب الكثير من القطاعات... شباب تعجبك لغتهم واخلاقهم لكن الله غالب .
الساكنة تحلم بتغير المدينة وتمني نفسها ذات يوم أن تراها في مستوى التطلع، فوضى البراكات داخل السوق شوهت الساحة التقليدية التي كانت لبيع المنتوجات المجالية والصناعية وكان السوق في السبعينيات و الثمانينات مميزا بطابعه التقليدي والسياحي لكن للاسف ما بداخله غير تدبير الفوضى .
هذه الأيام اتت النيران على برارك ما يسمى ب الماتش وهو المكان الذي كان متنفسا لهواة كرة القدم، حيث بحج اليه المتفرجون اثناء اي مباراة خاصة للقوات المسلحة الملكية ،بل كانت تجري فيه بعض التداريب الرياضية العسكرية، وكان كل شيء بسيطا وجميلا ،و تحول في مابعد وبالتدريج الى مكان للبيع والشراء لتلتهمه النيران موخرا مخلفة خسائر مادية جسيمة وعلى الله العوض.
اجتماعات واسئلة برلمانية كتابية من اجل التعويض، والجميع ينتظر التهيئة الجديدة، والفوز بمكان لائق للبيع والشراء لتجنب تكرار سيناريو الحرائق ، كل له تصوره الخاص لما بعد النيران حيث برع أحد الفنانين من جانبه وابدع في تشكيل صورة الحلم للماتش الجديد متمنيا أن تستيقظ الساكنة ذات صباح على " لوك " جديد للمدينة بشوارع نقية عريضة وببنايات ادارية عالية كالإمارات مثلا .... هي تحولات من وحي رؤيا استراتيجية يُتوقع حدوثها مستقبلا تشرف شباب المدينة.
التحولات التحتية لمدينة الريصاني المظهرية من المفروض أن تصاحبها تغيرات على المستوى الافقي من تشغيل ونقل وصحة وتربية وخدمات ...،وهذه الرؤية للمدينة تتطلب جهدا من الجميع بتفكير استباقي لينخرط االمستثمرون الكبار في مشاريع موطّنة تتجند لها الجهة من اجل انجاحها، لتكون المدينة في مستوى اسم سجلماسة الاصيلة لا القصديرية التسقيفية.
فشكرا للفنان " الذي سافر بنا حلما لنسبق الزمن ، بل شكرا له على تذكرة السفر المجانية التي منحها لساكنة الريصاني من اجل أن تعيش في الحلم ولو لحين ،فلا ضير اذا كنت نائما، وحلمت في حلمك بانك تحلم، واستيقظت ووجدت نفسك مازلت تحلم ، فماذا أضعت مادامت الشمس تجري يوميا من المشرق نحو المغرب.