زايد جرو- الرشيدية / جديد انفو

صدر عن منشورات جزيرة التكنولوجيا للطباعة والنشر بالرباط مؤلف ' الغلقا ' صناعة الصورة في السياحة بالمغرب مقاربة أصلانية لمؤلفه الدكتور المختار بوبا المنحدر من جماعة الطاوس بالجنوب الشرقي المغربي، وهواستاذ بقسم الدراسات الشرق اوسطية بجامعة دارتموت بالولايات المتحدة الامريكية، والحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة فرانكلين بيرس باطروحته في موضوع : 'دينامية الصورة والتفاوض حولها في سياحة الصحراء ' كأول بحث اكاديمي من هذا النوع يدرس تفاصيل تفاصيل انبناء هذه الصورة .

ويعد الباحث ايضا كاتبا ومحاضرا في قضايا اللغة والثقافة الامازيغية، ومساهما فعالا في الندوات والمؤتمرات العالمية حيث يقدم ابحاثا رائدة حول المعارف الأمازيغية والأصلانية ويساهم في اغناء الحوار بين الثقافات .

الكتاب يقدم دراسة تأملية للصورة والتفاوض حولها في السياحة الصحراوية، مستلهما عمقه النظري والمنهجي من المعارف والمناهيج الأصلانية بالجنوب الشرقي المغربي، حيث يحاول الفاعلون في هذا القطاع تجسير الهوة بين معارف الاجداد ومدارك الاحفاد في عالم تتقاطع فيه الرواسب الاستعمارية مع دينامية التمثيل المعاصرة وفي سياق تعاد فيه صياغة الذات والهوية من خلال عدسات الآخر .

 الكتاب يأتي في 163 صفحة  من الحجم المتوسط، أنجز من خلاله المختار بوبا  عملاً ادبيا غنيا وانتربولوجيا يخاطب فيه حكاية وقصة السياحة ،كصراع وتزاحم جدي حول السلطة على صورة الصحراء،وادوات التفاوض المطرد حولها بقبولها احيانا كموطن للرومانسية ورفضها احيانا اخرى لتثبيت الذات والهوية .

الكتاب ايضا فيه معالجة لاسئلة ظلت تساور اذهان الباحثين والمهنيين حول نمو وتطور السياحة الصحراوية بالجنوب الشرقي وكيف صنعت الصورة الرومانسية للصحراء والصحراويين ؟ من صممها ؟ كيف تم تثبيتها في الانظمة الاكاديمية والتسويقية العالمية؟ وكيف تعامل معها الصحراويون الامازيغ الذين الصقت بهم وألبسوا معانيها .

نجد في المؤلف ثلاثة مفاهيم مركزية تشكل الاطار النظري والمنهجي لدراسة السياحة الصحراوية في الجنوب الشرقي المغربي وهي : صناعة الصورة والتفاوض حولها ،ومناهج البحث الاصلانية المعتمدة في هذا البحث .

وتبقى الغلقا في مفهومها  المحلي عند الباحث بوبا هي نسق للتفاوض يشمل السرد والحضور الجسدي والمسرحي كشكل مبتكر للمقاومة الرمزية لعنف الصورة والاقصاء.

الكتاب رهن اشارة القراء بمكتبة وراقة مرزوكة 132 شارع مولاي الحسن بارفود بالتوفيق للكاتب وقراءة ممتعة لكل القراء.