زايد جرو - جديد انفو

خدام الدولة الموضوع المتداول حاليا ،والمستهلك على نطاق واسع في المغرب ، هو من الإشكاليات الكبرى التي تبين حجم الريع الذي يعوم فيها  بعض  المحظوظين من فئات المجتمع المغربي، فقد  استفاد هؤلاء  الخدم  من كل كبيرة وصغيرة في المناطق الحضرية والقروية  فتطاولوا في  البحار وعليها ، ومخروا الجبال ومقالعها ،واستفادوا من  كل  الوطن، وأتوا على الأخضر واليابس  بحجة أنهم خدام الدولة.

خدموا الدولة وخدموا الشعب بالمفهوم "الدارجي" للغة الوطنية ،فمن يستحق أن تطلق عليه صفة أو خبر خادم الدولة ؟هل كل من قدم خدمة الدولة لا يستحق هذه المواصفات ؟ وهل من يجمع  مزابل الخدام  ليس من  حقه  أن يصنف ضمن خانة خدام الدولة ؟ومن يبني الجدران  الاسمنية او الطينية أليس من خدام الدولة؟ ومن يكافح  بسلاحه في سبيل الوطن هل لا يستحق أن ينعت بخادم الدولة؟.

خدام الدولة مصطلح جديد  انضاف لأسماء أخرى عديدة اغتنى  بها القاموس السياسي المغربي  ،حيث تُمرر بالاسم المصالح والمنافع والشعب يحترق ويكتوى بنار "الحكرة" في البلاد .

وبزيارتك للجنوب الشرقي  وأنت في الطريق ينتابك العجب  من  خدام الدولة  الحقيقيين الذين يسكنون " القشلات" في تنغير والريصاني  وبودنيب والطاوس وهم من أبناء القوات المساعدة أو المسلحة الذين شاركوا في حرب الرمال  ودافعوا وما زالوا عن راية الوطن ،وهم يسكنون صحبة آبائهم  المتقاعدين في هذه الأكواخ الترابية ولا يحق لهم أن يستفيدوا مما استفاد منه خدام الدولة .

خدام الدولة   حقا خدموا الدولة، واستفادوا في السر والعلن من خدمات الدولة، والمصالح متبادلة والعلاقة طبعا نفعية وبقدر ما يخدمون  الدولة يتضاعف لهم عمل  وأجر الخدمة  ، والذين يسكنون الأكواخ  خدموا الدولة بالمفهوم المجتمعي الشعبي  للمصطلح  ،وهم من بناة تاريخ الشعب  المقهور ،ولايحق لهم المطالبة بتعميم الاستفادة من الاسم ،ويكفيهم شرفا أنهم من مناضلي الشعب الأشاوس حيث بنوا  بسواعدهم أس هذا الوطن دون كلل ورضوا بالقليل الزهيد مقابلا للخدمة،والذين يفتق سمعهم كلام المجاري والمزابل والتي يتفوه بها بعض خدام الدولة ألا يستحقون كل الاستفادات لأنهم تحملوا وصبروا ما لا يطاق لتستمر إدارة الخدم؟  فالشعب  أيها الخدام والذين يدافعون عن الخدام لم يعد بليدا ولا مستبلدا ويميز بين الذي خدم الدولة بالاستلزام الحواري والذي خدمها حقا.

فمن هم خدام الدولة بالجنوب الشرقي حاليا ؟وما هو مقابل خدماتهم لها ؟وكم عددهم ؟و ما أسماء الذين استفادوا ورحلوا نهائيا أو رحلوا ثم عادوا؟ وأين تتواجد أملاكهم؟ وهل خضعت في مبيعها للمزاد ؟ أسئلة كبير طويلة وعريضة ستجيب عنه ساكنة الجنوب الشرقي لاحقا.