زايد جرو - تنغير / جديد انفو

هلت البركة والخير  العميم على الجنوب الشرقي في هذا الأسبوع الذي عرف أمطارا غزيرة، اهتزت بها القلوب واطمأن بها حال البلاد والعباد، ولا على اللسان غير الحمد والشكر، شم الناس بها رائحة التربة بعد قحط طويل، شح به السيل ودمعت لوقعه وأثره العين، الرحال اشتكوا والفلاحون تأففوا، والمسؤولون أُحرجوا باحتجاجات السكان المتتالية في موجات غضب من أجل العطش خوفا من الموت والظلام، فصب االجمعيون على أجسادهم الرمال المحرقة غضبا، فكادت الحياة تنعدم، لكن الله عظيم وكبير ورحمته وسعت كل شيء .

فبعد الليلة والليلة  من مزن غيثها وفير ودون توقف، وهب الله من السماء  بها البركة  وجعلها دافئة، فحنت ووهبت  الخير الكثير للأنام، النخيل  والزيتون والعناقيد والرمان شربت وارتوت، وبها ستورق  وستخضر الأوراق وسيحلم البراعم بربيع متجدد يجعل الحياة أكثر إشراقاً وجمالاً، فأعطت  الإحساس بتدفق المشاعر والرقة فرقصت الأَضواء وامتلأ بطن الوديان  فسقت العروق والعروش ...

 

مطر وقع فنفع وكل المهاجرين والمغتربين تتبعوا أخبار مغربهم العميق لارتباطهم بأرضهم وهويتهم....والكل يتحسر على حمولة الأودية القوية التي جرفت كل الأشياء، وستضيع في الشعاب و في رمال الصحراء، ولا بد من استمرار سياسة السدود التلية للحفاظ على الماء وتقوية الفرشة المائية وبدونها ستتكرر المشاهد وسيعود الحال للوضع الذي طال أثره السلبي على الناس.

  اللهم لين قلوب العباد ورطب ألسنتهم كما لينت الأمطار الأراضي المشققة .... وحمدا لله على ما أعطى وما وهب .