حنان الشاد - مكناس
قد لا تكون الحياة عادلة.. وقد نرتكب من الأخطاء مانندم عليه لاحقا.. لكن الاصرار على التغيير للأفضل واستبدال الارواح القديمة بارواح اكثر ايجابية وعطاء..دليل كاف على فرض وجودنا من جديد..
وهو الأمر الذي عبر عنه أعضاء الفرقة المسرحية نزلاء التشكيلة الوطنية للسجون التي افرز عنها الكاستينغ في اطار التحضير لليوم الوطني للنزيل. بتنسيق من " رشيد علي العدواني" المخرج الشاب مع المندوبية العامة لادارة السجون وإعادة الإدماج..
الفرقة المسرحية المتكونة من 28 فنانا تم اختيارهم من ضمن 80000 متباري من كل الجهات.. والذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 67 سنة، تم تأطيرهم ضمن ورشات من طرف مختصين في مجال الفن والمسرح في شخص"جواد كرويشي" و "هشام الغافولي" و "رشيد العدواني"..
مسرحية"مبارك ومسعود" فصولها وسكيتشاتها من وحي وتأليف النزلاء بمختلف مواضيعها التي سلطت الضوء على مجموعة من القضايا والاحداث الوطنية اجتماعيا، اقتصاديا وسياسيا في قالب كوميدي متميز زاده تميزا أداء كل فنان على خشبة المسرح في تجاوب كبير من طرف الجمهور المكناسي، وهذا ان دل فانما يدل على ارتفاع مستوى وعي نزلاء مؤسساتنا السجنية وتعمق رؤيتهم للحياة ومختلف مجالاتها، وارتقاء المسؤولين الى مستوى ادماج هذه الفئة بشكل ناجح ومؤطر مكنهم من استثمار طاقاتهم وقدراتهم وانفتاحهم على المحيط الخارجي بكل أريحية وثقة..
فبعد أن اقتصر عرض مسرحية" مبارك ومسعود" على منصات السجون فقط، وبعد عرضها الاول بمسرح محمد الخامس، تم التنسيق مع وزارة الثقافة والاتصال لتصير الآن تجوب بطاقمها ككل أرجاء المغرب محلقة بافتخار في سماء الأماني التي ترسمها الرغبة في اثبات الذات وتغيير نظرة المجتمع لما يسمى بالسجين أو النزيل في معناه القدحي والمتوارث إلى معنى آخر أكثر اعترافا بالوجود واستعدادا لتبادل الخبرات والتجارب..
خشبة مسرح "المنوني" لم تحتضن عرض المسرحية فقط ، وانما ايضا عروضا فنية ورياضية عالية المستوى عبرت عن كفاءة شباب وشابات الفرقة المسرحية النزلاء، بل النبلاء ..