رجب ماشيشي - تنغير / جديد انفو 

تعتبر مقبرة مقورن بتنغير المركز من أعرق وأكبر المقابر الجماعية لقبائل أهل تنغير منذ الأزل، كما تكتسي أهمية قصوى وقداسة كبيرة من لدن الساكنة، باعتبارها موقعاً استراتيجياً يؤلف بين سحر الطبيعة وجمالها من جهة وعبقرية القبور والقصور المحيطة به من جهة ثانية، إضافة إلى احتضان هذا الموقع الحضاري والتاريخي لجثمان العديد من الأولياء والصالحين من رجال الدين والعلم والمعرفة، الشيء الذي جعل من هذا الفضاء قبلة لمجموعة من العادات والطقوس الدينية والعقدية، ووجهة للصلاة والتبرك وممارسة مختلف الشعائر الروحية للساكنة قبل اندثار معظمها وانصهاره، كما يحكى أن الموقع كان نقطة وصل أساسية تجمع بين القبائل المجاورة من المسلمين ويهود المنطقة عبر التجارة خاصة، ولعل ما يؤكد ذلك العثور على مجموعة من الكنوز الأثرية والأثاث الثمينة بأغوار وضواحي هذه القدس الصغيرة.

ليظل ضمير المسؤول/المنتخب غائباً بالجملة وعين السلطة نائمة بالتفصيل أمام نداء واستغاثة مواطن مغلوب على حاله وشكاويه اليومية، دون أدنى تدخل اتجاه ظواهر وخيمة وجرائم  تاريخية وسياسية عديدة مقترفة في حق الساكنة بانتهاك حقوقها الفردية والجماعية، والمس بكرامة وهوية الإنسان والمجال، عبر تصريف سياسة الإبادة لمآثر وأمجاد وحضارة الأمم والشعوب، وتدمير البنى الإقتصادية والسوسيو - ثقافية للساكنة، عن طريق تسخير مختلف وسائل " الدمار الشامل " ( تفجير قنوات الصرف الصحي؛ تلويث المحيط وتسميمه؛ نشر أمراض معدية؛ استئصال المعالم التاريخية والحضارية؛...).