أحمد بيضي

منذ فاجعة العثور يوم السبت 18 ماي 2019، على جثته في بئر، ما تزال العديد من الأوساط الشعبية والتربوية بمريرت، إقليم خنيفرة، تعيش حزنا عميقا على فقدان الشاب س. سفيان، إذ بعد ساعات من اختفائه عن الأنظار، يوم الجمعة، ظلت عملية البحث عنه في أجواء كان بديهيا أن تحبس أنفاس المنطقة، قبل الاهتداء إلى البئر الذي ابتلعه، وحينها انتقلت السلطات المعنية والوقاية المدنية لعين المكان، وجرى انتشال الجثة من البئر ونقلها إلى مستودع الأموات على أساس إحالتها على الجهات المختصة لإخضاعها للتشريح الطبي، في الوقت الذي تم فيه فتح مسطرة التحقيق، تحت إشراف النيابة العامة، لمعرفة المزيد حول ظروف وملابسات الواقعة.
 
ووفق مصادر متطابقة، فالشاب/ التلميذ، س. سفيان، الذي يتابع دراسته بالثانوية الإعدادية حمان الفطواكي، بمستوى الثالثة إعدادي، قد تم العثور على جثته ببئر بمنطقة “تاطيوين”، بعد أن كان رفقة بعض أصدقائه، في لحظة من الترفيه والاستجمام، وبسبب موجة الحر التي تعرفها مدينة مريرت لجأ للعوم بالبئر العريض الذي يشبه الحوض، ولم يكن يدري أن الموت سيبتلعه بأعماق هذا المكان، في ظروف ما تزال غامضة للغاية، والمؤكد أن تتضح التفاصيل من أفواه أصدقائه الذين لم يصدقوا أن صديقهم المحبوب قد فقد روحه، ورحل عنهم إلى الأبد، بتلك السرعة غير المتوقعة.
 
وفي تغريدة له، كتب أستاذه محمد زكري، بألم عميق، “كان من المفروض أن يحضر الفقيد س. سفيان حصتي بالساعة الأخيرة، لكن شاءت الأقدار أن يلقى حتفه غرقا بالبئر، فتم تنظيم زيارة جماعية لبيت عائلته بحي تاحجاويت، وكم كانت الأجواء حزينة بشكل لا يطاق ولا يحتمل، سيما البكاء المؤثر لوالدته، وقد فارقها وحيدها في غفلة منها، والكل يتحدث عما يتصف به من الأخلاق الحميدة، فعلا درسته منذ بداية السنة، وأؤكد أنه كان شابا خلوقا جدا”، وقد تم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في مشهد جنائزي مهيب.
 
وإلى جانب باقي أساتذة الشاب، كان الحزن سيد الأجواء العامة وسط عموم معارفه وأصدقائه وجيرانه وزملاء مؤسسته التعليمية، بينما لم يفت عدة تدوينات بمواقع التوصل الاجتماعي الإجماع على تحميل نصيب من المسؤولية للجهات المسؤولة والمنتخبة بسبب انعدام أي متنفسات أو مرافق ترفيهية تغني الأطفال والشباب عن التفكير في اللجوء إلى الآبار والأنهار للعوم، أو ممارسة هواياتهم الترفيهية بالأماكن التي قد يعرضون فيها أنفسهم للمخاطر المميتة.
 
ويذكر أن مريرت فات لها أن عاشت على عدة حوادث غرق مماثلة، ومنها مثلا واقعة غرق طفل (عبد الرزاق)، يبلغ من العمر 8 سنوات، خلال يناير 2018، إثر سقوطه في قعر بئر مكشوفة بحي “دوار الغزواني أيت حجو”، وقبله كانت المنطقة، خلال مارس 2016، قد تداولت عملية إنقاذ فتاة (سميرة)، عمرها 15 سنة، بدوار محمد نطوطو، إثر سقوطها في بئر، وتم نقلها للمستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية من أجل إعادتها للحياة.