زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو

مدينة الرشيدية  او قصر السوق من المدن التقليدية العتيقة بالجنوب الشرقي والتي اشتهرت بالهدوء وبأخلاق ساكنتها العالية وبصبرها وقناعتها وجدها وجديتها وسعيها للتفوق على مستوى الدراسة والعمل ، واحات الاقليم شاسعة تنتج فلاحة تقليدية بمشغولات يدوية من صنع محلي ، وقد تحولت وتغيرت  وتحسنت  حاليا ،لكن هذه التحولات بقيت محتشمة لبعد المكان عن المراكز ،وضعف الاستثمارات بها ، وقلة التساقطات وضعف البنيات التحية ...

الساكنة تحلم بتغير المدينة وتمني نفسها ذات يوم أن تراها في مستوى التطلع، ومن خلال الصورة التي برع فيها أحد الفنانين من اقليم الرشيدية يظهر جليا انه يحلم بأن تستيقظ الساكنة ذات صباح على " لوك " جديد للمدينة بشوارع نقية  وب" ترامواي"  يجوب  الشارع نحو تاركا  والمركز ، هذه التحولات المظهرية التحتية للمدينة الرشيدية من المفروض أن تصاحبها تغيرات على المستوى الافقي من تشغيل وصحة  وتعليم وخدمات حتى لا ينقطع الضوء والماء على الأحياء وعلى مركز تصفية الدم حفاظا على سلامة المواطنين والمرضى.

المدينة تعرف حاليا  حَفرا غائرا  لمجاري المياه وتعبيدا للطرقات وتهيئات ممرات الراجلين  حتى لا يكون عرضها اكثر من عرض الطريق ، ولا يجب الحكم على جودة الاشغال  إلا بعد انتهائها حتى لا يُتّهم احد بالعدمي وعرقلة الأشغال وهي تهمة خطيرة اعتاد الكثير من السياسويين الذين خبروا بعض ابجديات العمل السياسي  وشربوا نقع السياسة من ضرع ملوث إلصاقها بالاخرين للجم اللسان ،ويصعب اللحظة  المطالبة بأي إضاءة  للشوارع  المظلمة أوعلامات التشوير او إعادة رسم ممرات  الراجلين ولو بالطباشير لأن المسؤولين  " مساكين مّحْنين " في البحث عن شركة متخصصة  في الصباغة العالية الجودة  والتي يمكن ان تدوم حتى يرحلوا من خلف المكاتب اذا كتب الله لهم الرحيل  وإذا تغيرت العقليات ، ولا يكفي طبعا الصباغة الجيدة  لإتقان العمل بل يتطلب  الفعل ايضا البحث عن "صباغي الطرقات " من النوع المتفرد على وزن صباغين آخرين .. ولا تكتمل المهمة الا اذا كانت الجودة في التبليط ويجب على المواطنين بدورهم  المساهمة في التنمية المستدامة والحفاظ على ممتلكات الدولة  باقتناء أحذية جديدة  غير "ملحوسة " من خردة بائعي الخرداوات ب"تاركة "واقتناء عجلات  للسيارات والدراجات النارية او ل "عود الريح " وتكون من النوع الجيد حتى لا " تلحس " بشكل سريع  هذه المستطيلات الشبيهة بخشيبات  بوكماخ في تلاوة إقرأ  بل يتطلب الامر أيضا مختصين في الألوان  لتسطيرها باللون الذي لا يخلق  الفوضى  والاحتجاج غير المرخص في الشارع العام لاختلاف أذواق  أجناس الساكنة منذ زمان بين الأحمر والوردي  والأسود...

الترمواي" تاركا"  مازال في طور التجريب ويمكن ان يمتد الى جبل افردو بمدخل مدينة الرشيدية  من غريس  الذي  دارت من حوله دوائر زراعة المجهول  والذي سيتحول إلى منتجع سياحي او لخشبة مسرح وستغدو الرشيدية المركز قريبة ببعدها وهو المشروع المقترح   الذي تم عرضه  خلال الدورة ( 11 ) للمجلس الإداري للوكالة  الحضرية الرشيدية ميدلت المنعقد  الأسبوع الأول من ماي السنة الماضية  بالرشيدية ، وبإمكان المدينة  بهذا المشروع التنموي اذا بقيت الفكرة حية  وسائرة  أن تتحول   إلى قطب منافس  ليونان سقراط وافلاطون ويمكن ان نحلم كثيرا فنعيش في المدينة الفاضلة بالجنوب الشرقي بتحويل  قمة افردو الى خشبة مسرح  شبيهة  بحلبة الرومان  : حلبة العرض  ومن حولها المقاعد  ومن جوانبها المصاعد  وستصبح الحلبة  صالحة للعروض الفنية  بأشكالها من فرقة الركبة ورقصة النحلة وكناوة الخملية  واحيدوس  ايت خباش وطقوس العرس الجماعي بالنيف ومعارض للمشغولات اليدوية العتيقة من  "محراث خشبي ومزابر و مْحاش و مناجل وزنابل والشواريات وكَفاف ..."وعرض لأنواع التمور التقليدية " بوسليخن وراس التمار وتحموت وتحمارت والخلط الرقيق والغليظ وبوسكري الرقيق والغليظ وبوفقوس والمجهول طبعا إضافة الى الكمون والحناء والدلاح .."  وخشبة للفرق المسرحية المتجولة لإنبات ثقافة مسرحية بالجنوب الشرقي  وسيحج بالأكيد  الالمان والصينيون واليابانيون  الشركاء الجدد  للجهة  بكثافة  وسيرتفع عدد السفراء الجهة الحاملين لمشاريع وبطائق تخليد التراث المادي واللامادي .... وسنعيش عصر  الرومان واليونان   وسنكون في  قرطاج و اليمن و بابل ونحن في قصر السوق والمتفرجون سيطلون على المدى البعيد في الزمن، وهي فكرة  ستضفي الكثير لمدينة الرشيدية تنمويا وثقافيا وسياحيا  وسنعتز بالأكيد بمدينتنا وبجهتنا بالسفوح الجنوبية  الشرقية بعبارة نشرات  حالة الطقس في القنوات التلفزية التي لا تفهم منها شيئا : البحر هائج الى قليل الهيجان ورياح قوية ومعتدلة تهب من  الشرق نحو الغرب ومن الشمال نحو الجنوب مع تناثر حبات رملية ولا تدري المقدمة والمقدم  للنشرة معنى حبات رملية متناثرة.  

مشاريع  كبيرة موطنة  بالمدينة و" مزال مزال "  على أنغام الاغاني الشعبية ،تَحقق حلم المطار حقيقة  وسيتحقق حلم الطريق المزدوج نحو مكناس وسيطير "غار زعبل  " إلى ساحق الأحقاب وستثقب  تيشكا بالمثقاب الاسطوري العجيب وسيطير  اسم ولاية جهة درعة تافيلالت شهرة .. فشكرا للفنان " الذي سافر بنا حلما لنسبق الزمن ، ونسَوق الوهم  بل شكرا له على تذكرة السفر المجانية التي منحها لساكنة الجهة من اجل أن تعيش في الحلم ولو لحين ،فلا ضير اذا كنت نائما، وحلمت في حلمك بانك تحلم، واستيقظت ووجدت نفسك مازلت تحلم ، فماذا أضعت مادامت الشمس تجري يوميا من المشرق نحو المغرب.