زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

ساكنة الواحات  لا على محياهم غير الرضا ،ولا على شفاههم غير الحمد والشكر  في  الانقباض والانشراح ،الفلاحة في دماء الرجال والنساء رغم شح الامطار الذين  ينتظرون  بشوق  بزوغ الشمس للمس  دفء التراب ،ولا يمكن ان يمر يوم دون الخروج للحقول  بعيدا عن  ضيق الخواطر في الشوارع بالمدن الكبرى  .

رغم التمدن الذي يغلف  حياة الناس في العصر الحاضر فالحنين للأصل لا يفارق الذين شبوا بالواحات وسكنوا المدن المغربية والاوروبية ويتلصصون كلما سنحت الظروف للارتواء من الكؤوس الدهاق من الماضي البسيط المليء  بالحشمة المتأصلة وتقاسم الحلو والمر في الافراح والاتراح  ولا يمكن بالقطع ان يجتمع ابناء الجنوب الشرقي في المدن دون الحديث عن  'تمازيرت ' وعن القصور وعن الماضي الذي سكنهم في واحاتهم.

والغريب ان السياح  الاجانب تستهويهم بساطة ساكنة الواحات  والعيش التقليدي فتسلقوا اشجار النخيل والزيتون وركبوا الدواب بمتعة عالية  ويصنعون الابتسامة في زمن جفت فيه العلاقات ويبست  فيه الأواصر وانقطعت.