زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

العين من اهم الحواس وهي آية الحسن والجمال.. وجمال العينين نصف جمال الوجه ،وهي مفتاح القلب ، ولطالما اعتُبرت النساء الشّعر تاجاً للحسن، فزينه وغذينه بالحناء ، ولطالما اعتبرن العين نبعا للجمال فزينها بالكحل، ولطالما اعتبرن الاسنان جواهر الفم ،فزينها بالمسواك ، فاعتبرن البخور الطبيعية روائح طيبة فقطفن من النباتات اجملها واجودها رائحة .

فالكحل والحناء والمسواك والبخور هي مقومات الجمال بالجنوب الشرقي منذ القديم، ومازالت عماد الانس والجمال والضيافة والكرم ،فلا تكاد اسرة تخلو من هاته المكونات الطبيعية ،ولا ينحصر الاستعمال على النساء فحسب بل المواد للرجال ايضا خاصة في المناسبات الدينية والاعراس والعقائق .

والكحل التقليدي عماد للتزيين ويجب ان تراعى في صنعه عدة شروط حتى لايؤذي العين: واول هذه الشروط هو حسن اختيار الحجر المعدني الخالص غير الممزوج بالتراب او الاحجار التي يمكن ان تؤذي العين ،ويتم جلب حجر الكحل اما من مقالع استخراج المعادن بجماعة الطاوس او النيف ،او البحث عنها في الخلاء وتكون على مسافة اقرب من تحت الارض أوعلى السطح ويتم اخذ عينات منها من اجل الصنع.

بعد اختيار المادة الصالحة للكحل من خبيرات يتم تنقيتها وغسلها بالماء الدافئ وتدق بعناية في ' مهراز ' صغير ذي الاستعمال الوحيد الخاص بالكحل ثم يغربل ويحتفظ به

والكحل بالجنوب الشرقي نوعان : الكحل ' المسّوس ' وهو الخالص الذي لا يمزج باي مادة اخرى والكحل ' الحار' وهو الذي يمزج بمواد اخرى : ' نوى التمر او الزيتون ' بعد حرقها ودقها او اضافة حجر ابيض يجلب من شواطئ البحر فينقى ويطحن حسب المتداول.

النوعان ' المسوس ' او الحار ' من الكحل حسب طلب النساء، فمن كانت تعاني من مرض في العينين او الاشفار فإنها تقبل على النوع الثاني ومن كانت سليمة العينين فانها تُقبل على ' المسوس ' او العادي.

صناعة الكحل صناعة تقليدية ومازالت مستمرة لحد الان وتقوم بالصنع نساء لهن دراية كبيرة في هذا المجال حيث تسهرن على الصنعة بعناية فائقة بالدق على الحجر المعدني حتى يصبح طحينا اسود ثم يغربل بقماش نقي ويوضع في رزم بلاستيكية صغيرة ليبقى خالصا غير مشوب بالتراب وثمنه زهيد ونفعه كبير .

الكحل التقليدي الطبيعي يمنح للعين الاتساع، والبروز، والعمق، والحماية من الالتهابات والحساسية المفرطة والتقرحات والملوثات الخارجية والطفيليات ومن أشعة الشمس القاسية بالصحراء، ووهجها كما يستعمل لشعر اللحية، لتزداد كثافة .

بخلاف في مناطق اخرة  قد  تضاف  اليه مواد كثيرة حتى تقرب ان تغيب عنه المادة الاولية التي هي حجر المعدن الخالص الشديد السواد.