زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
الابتسامة تعبير قوي عن مواقف تبدو احيانا مربكة ومزعجة ومفرحة أيضا ، وهي شعاع وبلسم ومتنفس وغذاء وسلوى القلوب ،وابتسامة الشيخ تعبير عن سعادة داخلية ، بها تزداد إشراقة الحياة لكل المحيطين به، وهي دواء لجبر الضرر ودرب من دروب التحصين النفسي.
وكل فرد له ابتسامته الخاصة التي لا يشاركه فيها أحد، وكل ابتسامة تحمل ايعادا وتأثيرات مختلفة تبعد التوتر والقلق ، وأقل ما يقدمه الإنسان للإنسان صدقة هي الابتسامة ، وخير ما تلاقي به صحابك وأهلك وشيوخك وذوي الفضل عليك هي الابتسامة والكلمة الطيبة، ولن تخيب أبدا بفعلك، ولن ترى غير البركة والبشر على المحيا ولو كانت الهموم على صدرك جبالا.
فابتسم في وجه الشيوخ في هذا البرد الشديد وابتسم في وجه أمك وأبيك وجدك وجدتك وكل من له الحق عليك في هذه الزحمة من هموم الزمن وبادلهم القناعة في هذا الدهر الموبوء الذي لا حديث فيه الا عن الوباء والمرض والموت والغلاء وقلة ذات اليد فابتسامتهم وبسمتهم لا تحتاج لشاحن كهربائي بل تحتاج الكلمة الطيبة وحسن الود والوداد فقد نسيهم الكثير وانشغل الجميع عنهم، فابتسم في وجههم وتسلى واضحكم معهم ومعهن قبل أن يضحك عليك الزمان ، ويلوي يدك على العصا وأنت فيه وحيد غريب ويتحول اسمك من معرفة لنكرة وتذكر جيدا قول الفقيه امام جثتك وبادلهم الصدق العميق فمهما كبرت فانت في اعينهم مازلت صغيرا محتاجا لعطفعم ولا تتأفف في عناقهم خوفا على التواء رابطة عنقك فهم لا يشمون فيك غير رائحة لباسك القديم يوم كنت صغيرا وبالكاد تحبو و تتكلم ولا يتذكرون في الحياة غير بسمتك وابتسامتك وقل ربي بارك فيهما او ارحمهما كما ربياني صغيرا.