زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
الحامض هو الثقيل على الأعين في الرؤية، وعلى القلوب في الطبع، وعلى السمع في الكلام، وهو الثقيل على النفس لجبلة فيه قلما يلحظها أو يدركها لنذالته وإن لاحظها فلا يكترث لأثرها ولا لأهميتها، ولا يستطيع عيار قدر نفسه، ولا قيمة طبائع وصنائعه، فيستقبحه الناس الذين يفطنون بسرعة البديهة لمكارهه، وهو أجدر بأن يُنصح، وينبّه، ويُذْكر علّ الذكر ينفعه ..
المسؤول الحامض والمسؤولة الحامضة له ولها صفات كثيرة، منها ‘التقزدير’ و’الوجه القاسح’ قلة الحياء والكذب والنفاق ونكران العشرة ولا يعنيه مواجهة الناس بالكلام المؤذي، والضحك “المُبهّت” من أجل إرضاء الآخر وتسييد العبد والنذل لحاجة فيه او لنفع مرتقب .. وقد سئل أعشى قيس ‘ من عمّش عينيك ؟ قال كثرة رؤية الثقيل والثقلاء بمعنى الحامض ” أو ” الباسل” بلغة معاجم العرب، ونظرا لخطورة الحامضين والثقلاء خص لهم أبَي بن محمد الزمزمي كتابا سماه : “أخبار الثقلاء والمستثقلين،” ، عرَّف فيه الثقلاء، وذكر أصنافهم، وعدَّدَ أخطاءهم ، وذكر طُرفا من طرائفهم .
لن يبعد المسؤول الحامض عن المسؤولية الا بالمواجهة والوجه الذي يليق به فلا تثق بحموضة الكثير من المسؤولين الذين ابتليت بهم درعة تافيلالت وأجحظ عينيك فيهم ولا تنكسر فسلعتهم رديئة وألسنتهم مشققة واذانهم طويلة فلن يليق بالكثير منهم الا العودة لحمل روث الدواب فوق ' زنابيل ' الحمير . و'ينگلو لغبار' .