جديد أنفو - متابعة
تم، أول أمس الخميس، خلال لقاء تحسيسي وتشاوري، بمقر عمالة إقليم فجيج ببوعرفة، إبراز أهمية ترشيد استعمال الموارد المائية في السقي، ومراقبة الملك العمومي المائي بالإقليم.
ويروم هذا اللقاء التواصلي، الذي نظمته وكالة الحوض المائي لملوية، بشراكة مع عمالة إقليم فجيج، في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020 – 2027، وكذا استراتيجية الوكالة التواصلية الرامية إلى تدبير أمثل للموارد المائية، توعية مستعملي المياه والفلاحين بضرورة اقتصاد المياه وعقلنة استعمالها والمحافظة عليها، وكذا التحسيس بإشكالية الاستغلال المفرط لهذه المادة الحيوية.
وأبرز عامل إقليم فجيج، نور الدين أوعبو، في الكلمة الافتتاحية، المؤهلات الطبيعية والسياحية التي يزخر بها الإقليم وما يتميز به من واحات شاسعة وموروث ثقافي متنوع، بالإضافة إلى ما يتوفر عليه من منشآت مائية مهمة وسدود مبرمجة، مشيرا إلى أن تدبير الماء يمثل عنصرا محوريا في المنطقة، باعتباره موروثا ثقافيا يعكس العلاقة الوثيقة بين الإنسان ومجاله الطبيعي.
وأكد السيد أوعبو، أنه مع ذلك، فإن تدبير الموارد المائية على صعيد إقليم فجيج، يواجه حاليا تحديات كبرى تتمثل في تراجع الواردات المائية، وانخفاض مستوى الفرشات المائية، وكذا تناقص صبيب العيون، وذلك بسبب التأثير السلبي للتغيرات المناخية.
ولمواجهة هذه التحديات وإرساء التوازن ما بين العرض والطلب على الماء، واستغلال الموارد المائية بالإقليم بعقلانية واستدامة، أكد عامل الإقليم أنه بات من الضروري نهج مقاربة مندمجة وشمولية في التعامل مع هذه المادة الحيوية، وذلك باعتماد تخطيط محكم يقوم على تقييم الموارد المائية، وتحديد الحاجيات الحالية والمستقبلية، وكذا وضع خطة عمل على المدى المتوسط والبعيد لتعبئة موارد مائية جديدة.
وأضاف أن الأمر يتعلق بالتسريع بإنجاز السدود والسدود التلية، ومنشآت تجميع مياه الأمطار، والتطعيم الاصطناعي للفرشات، وكذا مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، ومشاريع محاربة التلوث، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية اعتماد أنظمة الري الموضعي المقتصدة في الماء، وتحسين مردودية شبكات توزيع الماء الصالح للشرب.
من جهتها، أبرزت مديرة وكالة الحوض المائي لملوية، نرجس العمرتي، أن اعتماد مقاربة استباقية في مجال تدبير الموارد المائية، أصبح ضرورة ملح ة، من أجل ضمان استدامتها، وصون الحق في التمتع بها، لفائدة الأجيال الحالية والمقبلة على حد سواء، مؤكدة في هذا الصدد أن المسؤولية الجماعية تقتضي ترسيخ ثقافة واعية وملتزمة بترشيد استعمال الماء وحسن تدبيره، والتصدي لكل أشكال الترامي وسوء الاستعمال، وذلك انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية.
وأكدت السيدة العمرتي، أن هذا اللقاء يشكل مناسبة للتأكيد على أهمية التدبير العقلاني للماء في القطاع الفلاحي، وكذا للتحسيس بأهمية الانخراط في جهود ترشيد الماء، والالتزام بالمقتضيات القانونية والتنظيمية المؤطرة لاستعمال الملك العمومي المائي، بالإضافة إلى تقديم مساطر المراقبة والزجر التي تضمن حسن تدبيره وحمايته من الاستغلال غير المشروع.
وأضافت أن هذا اللقاء يشكل أيضا فرصة لتعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين، قصد بلورة مقاربة تشاركية ناجعة قادرة على رفع التحديات التي تطرحها ندرة الموارد المائية وتزايد الطلب عليها، وأيضا مناسبة لتقاسم التجارب والخبرات حول الممارسات الجيدة والتقنيات الحديثة في مجال السقي المقتصد للماء، بما يساهم في تحسين المردودية الفلاحية مع المحافظة على التوازنات البيئية.
وقد تميز هذا اللقاء، الذي حضرته العديد من الفعاليات لاسيما من سلطات محلية وقضائية، ومنتخبين، وإدارات ومؤسسات عمومية، وفلاحين، وممثلي المجتمع المدني، بتقديم عروض حول أهمية ترشيد استعمال الموارد المائية في السقي في ظل التحولات المناخية وندرة المياه، والحفاظ ومراقبة الملك العمومي المائي على ضوء قانون الماء 15-36، بالإضافة إلى بعض الشهادات لمستعملي المياه الفلاحية حول الممارسات الجيدة المتعلقة بالري بالتنقيط.
كما توخى هذا اللقاء بلورة توصيات عملية تساهم في تفعيل آليات المراقبة وتعزيز الجهود الميدانية، مع إرساء منظومة فعالة للحكامة ترتكز على التشاور والتشارك بين مختلف المتدخلين، من أعوان شرطة المياه والشرطة البيئية وضباط الشرطة القضائية، فضلا عن المواكبة القضائية للملفات المرتبطة بمخالفات الترامي على الملك العمومي المائي.
كاميرا الجريدة كانت هناك وانجزت الربورتاج التالي: