أحمد بيضي - خنيفرة / جديد أنفو

اتسعت رقعة الغضب الشعبي بخنيفرة حيال الظروف المشبوهة التي خططت ل "إنزال" الفريق المحلي إلى القسم الثاني لفائدة فريق آخر، حيث انتفضت خنيفرة، مساء اليوم الخميس 28 ماي 2015، أمام مقر عمالة الإقليم، بكل شرائحها الاجتماعية وفئاتها العمرية والشبابية وإطاراتها المختلفة، لنصرة الفريق الزياني والتنديد بالمؤامرات والخروقات المشبوهة التي وصفها المحتجون بالمحاكة خلف الكواليس.

وبينما طالب المتظاهرون بفتح تحقيق نزيه في مجموعة من المباريات، هتفوا عاليا برحيل رئيس الجامعة فوزي لقجع، ووصفوا هذه الجامعة بمرتع الفساد والرشاوى، وهددوا بمسيرة شعبية نحو مقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومراسلة الجامعة الدولية لكرة القدم، ولم يفت بعض الجماهير الرياضية التقدم بكلمات معبرة عن مشاعر الحسرة والألم، في حين اختار أحدهم التعبير عن أحاسيسه بقصيدة شعرية حماسية، قبل اختتام الوقفة بتلاوة بيان شديد اللهجة.

وتأتي الوقفة استجابة للعشرات من فعاليات المجتمع المدني، التي قررت، في "بيان رقم 1"، الدعوة إلى هذه الوقفة التي رفع فيها المتظاهرون العديد من اللوحات واليافطات، في حين لم تتوقف حتاجرهم عن ترديد العشرات من الشعارات والهتافات القوية، بينما لم يفت أحدهم مطالبة المنتخبين والبرلمانيين والفاعلين المحليين بالخروج عن صمتهم والانخراط في الغضب الشعبي تجاه مهزلة الجامعة.

بيان المحتجين أبرز أن الوقفة تأتي على إثر ما عرفته البطولة الاحترافية لكرة القدم، من "تحيز مفضوح على حساب شباب أطلس خنيفرة"، والذي "أفقد الجمهور الرياضي الوطني والخنيفري ثقته في المؤسسات الرياضية لكرة القدم، وخاصة الجامعة الوصية"، على حد نص البيان الذي رأى في ما وقع "تمييزا أسفر عن خطط ممنهجة لإنزال الفريق الخنيفري إلى القسم الوطني الثاني"، بصورة تم اعتبارها "خرقا سافرا للروح الرياضية من طرف الجامعة ومجموعة من الفرق الكبرى والحكام"، يضيف البيان.

الفعاليات الداعية للوقفة الاحتجاجية، شكلت تنسيقية محلية لم يفتها، في ذات بيانها، تسجيل "تضامنها اللامشروط مع مكونات نادي شباب أطلس خنيفرة"، مع اعتبار "إنزال الفريق جاء نتيجة مؤامرة دنيئة"، وأن "البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم صارت بعيدة كل البعد عن منطق الاحتراف المتعارف عليه دوليا، وعن التنافس والحياد النظيفين"، حسب البيان الذي أشار إلى "فقدان الشارع الرياضي بخنيفرة الثقة في المؤسسات الكروية، وعلى رأسها الجامعة الوصية"، في حين أكد أن الخناق قد اشتد على فريق شباب أطلس خنيفرة من جانب الجامعة منذ تعرض حافلته لحادثة السير.

التنسيقية المحلية لفعاليات المجتمع المدني، اعتبرت بالتالي حدث إنزال الفريق بمثابة "حلقة ضمن مسلسل الإقصاء والتهميش الممنهج في حق منطقة خنيفرة"، الوضع الذي كان طبيعيا أن "يخلق احتقانا وتشنجا بين عموم الأوساط المجتمعية"، حيث أعلنت ذات التنسيقية عن تنديدها القوي بما وصفته ب "الخروقات التي شابت منافسات البطولة الوطنية خلال الدورات الأخيرة"، ومحملة الجامعة والمتلاعبين كامل المسؤولية في "الإساءة لسمعة الكرة المغربية"، وفي ذات السياق، طالبت التنسيقية بالعمل الفوري على "فتح تحقيق نزيه وشفاف في ملابسات إنزال فريق شباب أطلس خنيفرة" بعد موسم قضاه ضمن الكبار في صراع قوي من أجل البقاء.

وكم تداول رواد الموقع الاجتماعي "فايسبوك" يوم أول أمس الأربعاء، ترتيب "الفيفا" لنهائي البطولة الاحترافية، والذي حافظ على فريق شباب أطلس خنيفرة في القسم الأول، فيما أنزل شباب الريف الحسيمي إلى القسم الوطني الثاني، بينما تم تداول نسخة من الرسالة الموجهة للجامعة الملكية من طرف المكتب المسير لشباب أطلس خنيفرة تطالب بإعادة ترتيب سبورة الفرق داخل البطولة اﻹحترافية على ضوء القانون الدولي الفيفا.

وقد تم الترويج لشريط فيديو، على نطاق واسع، يوثق للمباراة التي عرفتها منافسات قسم الأضواء، سيما منها منافسة فرق أسفل الترتيب التي وقع فيها ما وقع، من خلال طريقة تعامل الحارس الجديدي محمدينا مع الكرة أثناء ولوجها للمرمى، وأيضا، توقيت تسجيل الهدف بعد فوز فريق شباب أطلس خنيفرة على فريق الرجاء الرياضي، كما صب المئات جام غضبهم، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، على أعضاء المكتب المسير للجامعة الملكية المغربية القدم، وفي مقدمتهم رئيس الجامعة فوزي لقجع، الذي اتهمه جمهور شباب أطلس خنيفرة ب "التآمر" على الفريق الزياني.

ولم يفت رئيس الفريق الزياني، عبر قناة مدي 1، اتهام عدة جهات بالتورط وراء تلاعبات في نتائج المباريات الأخيرة من البطولة الوطنية الاحترافية، ومبرزا حجم السخط الواسع الذي يعم الشارع الخنيفري، وعوض العمل على فتح تحقيق في الاتهامات التي أطلقها رئيس الفريق الزياني، راج ما يفيد التحضير لاستدعاء هذا الرئيس للمثول أمام لجنة الأخلاقيات بشأن هذه الاتهامات، وقد أعلن رئيس الفريق، في لقاء رسمي، عقد مؤخرا، أنه سيقدم استقالته من رئاسة المكتب المسير، وإذا ما أضيف ذلك إلى اللاعبين الذين سيرحلون عن الفريق لانتهاء مدة التعاقد المبرمة معهم، والتحاق آخرين بفرق أخرى، ثم العدد الهزيل للمنخرطين، واحتمال تعاقد المدرب كمال الزواغي لموسمين على تدريب فريق شباب الريف الحسيمي، سيكون الفريق لا محالة على أبواب مصير مجهول لا أحد يتكهن بنهاية نفقه.