زايد جرو - جديد انفو

الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح  الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية التشريعية العاشرة تشخيص دقيق لأعطاب الإدارة المغربية وكانت رسائله قوية للموظفين المشتغلين في المؤسسات العمومية التي لها علاقة  مباشرة بمصالح المواطنين  في قضاء حاجياتهم كيفما كان نوعها ،فالزائر لمكاتب الكثير من الإدارات العمومية في الوقت الذي حدده القانون للالتحاق بالعمل صباح أو مساء سيجد لا محالة بعض مكاتب الموظفين والموظفات فارغا  بحجة غير قانونية ،وقد يكون عطب عدم الالتحاق معقولا  أحيانا في يوم واحد أو في يومين ،لكن أن يتكرر العطب حتى يعود قانونا ذاتيا نفعيا  فذاك خرق سافر وواضح لقانون الوظيفة العمومية  واستخفاف بالواجب الذي يعرقل جودة الخدمات ،حيت يتعود الموظف على أداء الخدمة مكرها ويعتبر العمل في الإدارة العمومية مخبأ  ، يضمن له  راتبا شهريا دون محاسبته على المردود الذي يقدمه حيث أكد جلالة الملك في خطابه السامي  بالقول  " إن المرافق والإدارات العمومية، تعاني من عدة نقائص ، تتعلق بالضعف في الأداء، و في جودة الخدمات، التي تقدمها للمواطنين. كما أنها تعاني من التضخم ومن قلة الكفاءة  وغياب روح المسؤولية لدى العديد من الموظفين.... إن الإدارة تعاني، بالأساس، من ثقافة قديمة لدى أغلبية المغاربة. فهي تشكل بالنسبة للعديد منهم مخبأ، يضمن لهم راتبا شهريا، دون محاسبة على المردود الذي يقدمونه"

العمل بالإدارة مسؤولية وهي وجه من وجوه المغرب الحديث الذي يستوجب الإصلاح بتغيير السلوكيات والعقليات للموظفين من أجل مرفق إداري عمومي فعال  لتمكين المواطن من قضاء مصالحه، في أحسن الظروف والآجال حيث أكد جلالة الملك  أن " تدبير شؤون المواطنين، وخدمة مصالحهم ، مسؤولية وطنية، وأمانة جسيمة، لا تقبل التهاون ولا التأخير"

الرفع من قيمة الأداء في جميع المؤسسات العمومية  فيه حفظ  للكرامة وسيعلي من شأن مكانة المغرب والمغاربة،وعلى جميع الموظفين والموظفات  أن يستوعبوا الرسالة جيدا ،فلا يمكن تحقيق التنمية بالتهاون والاستخفاف بالعمل حيث قال جلالة الملك :" التطور الذي يعرفه المغرب ، يقتضي الرفع من مردوديتها . إننا نؤمن بأن النجاعة الإدارية تساهم في النهوض بالتنمية ، وفي جلب الاستثمار الوطني والأجنبي، وتعزيز الثقة التي يحظى بها المغرب لذا  ندعو الجميع ، حكومة وبرلمانا ، أحزابا ونقابات ، جمعيات وموظفين ، للتحلي بروح الوطنية والمسؤولية ، من أجل بلورة حلول حقيقية للارتقاء بعمل المرافق الإدارية ، والرفع من جودة الخدمات التي تقدمها للمواطنين".

فإصلاح الإدارة يستوجب الانضباط لوقت العمل  زمن الدخول وزمن الخروج والتفاني فيه وتغيير السلوكيات من اجل مرفق عمومي فعال بتكثيف المراقبة والتتبع وتأهيل الموظفين وتحفيزهم ومحاسبتهم وعقابهم عند الاقتضاء كما قال جلالة الملك " فالوضع الحالي ، يتطلب إعطاء عناية خاصة ، لتكوين وتأهيل الموظفين ، الحلقة الأساسية في علاقة المواطن بالإدارة ، وتمكينهم من فضاء ملائم للعمل ، مع استعمال آليات التحفيز والمحاسبة والعقاب"

الخطاب الملكي السامي كانت رسائله قوية عـرّت عيوب واختلالات الإدارة المغربية ولامست تطلعات المواطن في التنمية والديمقراطية والسلم الاجتماعي ، والخطاب يحمل رسائل واضحة أيضا  لكل المسؤولين من أجل الرقي بالعمل ومن أجل خدمة المواطنين للتقليل من الأعطاب ،وتبقى آليات المراقبة والضمير المهني والمسؤولية  مكونات أساسية لمغرب حديث نزيه وديموقراطي.