زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو ( الصورة تم التقاطها ببودنيب )

كثر الحديث  هذه الأيام عن المخططات التنموية  للحكومة الحالية والحكومات السابقة  بعد  خطاب العرش ووقف المحللون كثيرا  عند هاته المخططات  التي زكت الفوارق الطبقية بالبلاد ببرامجها المعطوبة ،وبمقارباتها السطحية والمحتشمة للقضايا المجتمعية الشائكة في قطاعات حكومية واعدة، دون القدرة على  معالجة  الاختلالات المتكررة في التنمية  لتشمل جميع شرائح المجتمع لتوطيد الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة رغبة في تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية ،في بلد  تبنى الديموقراطي خيارا استراتيجيا واضحا  له في العلاقات .

كل المتتبعين ينتظرون ضخ دماء جديدة وخبرات  قوية في  المشاريع التنموية المنتظرة  ورئيس الحكومة مطالب بالقيام بما يجب وتعديل ما يمكن تعديله قبل انتهاء  تاريخ صلاحية حكومته للحفاظ على  ماء الوجه، وتجنب الخسائر التي يمكن  أن تلاحق حزبه  في  الاستحقاقات المقبلة ، فقد  مل الجميع  الإذلال بالانتظار  و تسويق الوهم  والوضع  الاجتماعي الحالي  في انحدار متتابع يوما بعد يوم  .

المخططات الحكومية عضت المواطن وأدمت المناكب والمفاصل وشلت حركة التحول في البلاد  ،بعض المناطق استفادت من   هذه المخططات ، فتغيرت بنياتها التحية والفوقية ، والجنوب الشرقي  مازالت العقارب والأفاعي وكل انواع الحشرات  الضارة  تُلحق  بساكنته الأذى ، فما أن تهدأ عضة   افعى به حتى  تتبعها لدغة أخرى،  او  لسعة عقرب  ، ولا ملل   للساكنة بالتواجد فيه لان مصائبه متجددة على مدار الساعة  ، ففي كل مرة تسمع  ضحية جديدة  وقد ماتت الطفلة فلانة ،وتم نقل الطفل فلان على وجه السرعة وهو حديث يومي لا ينقطع  طول السنة .

الزواحف تصطاد المتجولين ليلا او نهارا على شواطئ الواحات وبين الدروب المظلمة  بالقصور العتيقة على وزن  التجوال على  شاطئ ميناء طنجة المتوسطي او على  كورنيش  مارينا سعيدية او عين دياب  ،ولا أظن  الفرق شاسعا  بين المتجولين  على  الشواطئ  لاشتراكهم  جميعهم  في المادة الاشتقاقية  للجذر اللغوي  في القواميس العربية " صاد " والاختلاف يكمن فقط  في  الدلالة والمعنى كما قال  اديبنا الجاحظ  في بيانه وتبينه وفي  بخلائه ، او كما  قال التوحيدي في مقابساته وفي  امتاعه ومؤانسته ،فواحد يصطاد السمك على شاطئ  البحر  و"تتزيت "خياشيمه  وتدهن ويتنفس بأريحية  كبيرة  ،وواحد يصطاد الكواعب الحِسان عفي الشوارع الطويلة ،وواحد يصطاد النيازيك المتساقطة من كواكب اخرى وواحد يصطاد الفرص  على الكراسي الحكومية  وحظ  شباب الجنوب الشرقي  سهر ومغامرة على شواطئ السواقي يصطادون  العقارب والافاعي حتى روضهم الزمن على الصبر   كما  تروض الكلاب والفرسان والقردة.

الانتظار يبقى  واسعا وغير ممل لساكنة الجنوب الشرقي  لأنها تعلمت من تجدد المصائب  التجلد ،واعتادت منذ الازمان  شد حزام  البطن بإتقان قبل  شد حزام سلامة  العربات ،واستفادت كثيرا من  أثر التربية المتوارثة التقليدية في خطاب القناعة الكبرى "  فلن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ،هو مولانا ونعم النصير  " فما أحلاك وما أبهاك وما أروعك أيها  الجنوب الشرقي لأنك غير ثابت  وتتحرك وتتجدد كل يوم ،مصيبة تتبعها مصيبة  فمرة عضة ومرة لسعة ومرة حرارة مفرطة ومرة برد قارس ومرة رياح هوجاء  ومرة وديان جارفة ومرة نعش على الاكتاف ومرة على جرار ومرة جريمة ومرة انتحار  حتى  مس القوم ضر وقرح  .