زايد جرو - تنغير / جديد أنفو

المغرب حاليا يعيش تحت ضجة إعلامية كبيرة على المواقع الاجتماعية وفي وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، بالأثر الذي تركه وسيتركه مهرجان موازين  في الجزء المتعلق بالسهرات التي تنقلها هذه الوسائل للمشاهدين على الشاشات الوطنية والعالمية، الأرداف والمؤخرات تتحرك  بطريقة مستفزة خادشة الحياء في شعبان  دون حشمة ولا احتشام على خشبات نصبت بساحات كبرى لإمتاع الجمهور المغربي، الإقبال على هذه السهرات يطرح أكثر من سؤال، والتعاليق عليها لا تخرج عن حدة  التساؤلات نفسها، المنظمون ينتشون بالتنظيم  المحكم والإقبال غير المسبوق للمتفرجين والشهرة العالمية التي اكتسبها المهرجان... والمتتبعون المتشبثون بعادات وتقاليد الأسرة المغربية يستنكرون الحدث إما لمواقفهم المتأصلة أو المصطنعة.

الحدث فاق وزارة الاتصال، والخلفي يبدو أنه محتشم وقد جلله الحياء وانكسرت عيناه خلف زجاجات نظاراته، ولم يستطع التصريح أو البوح أو التعبير عن موقف جاد مقنع ليحفظ بعضا من ماء وجه حزبه وليطفئ بعضا من لهب حرقة الأثر سواء بعربيته الركيكة أو بفرنسيته السخيفة، ولم تنفعه الإشادة بأن كل المغاربة واعون بالإعلام الجاد،وعبد الله بوانو لم ينفعه غير  المثل المغربي "طاحت الصومعة علقوا الحجام"حيث صرح في لقاء مع حزبه بمجلس النواب بأن فريقه سيضغط على الحكومة بكافة الوسائل القانونية لإقالة كافة المسؤولين في القناة الثانية الذين نقلوا السهرة ،ولم يشر إلى الذي يجب معاقبته  حقيقة هل الذي ترك الباب مفتوحا أو السارق الذي سرق متاع الدار  بعد أن وجد باب البيت غير محكم الإغلاق،والذين حضروا السهرة هل كانوا يتوقعون هذا المسخ ،وربما يتحدث رئيس الفريق عن حكومة دولة أخرى وقد نلتمس له بعض العذر... ووزير التربية الوطنية منشغل ومنهمك  في التحضير للاستحقاقات الإشهادية الوطنية استعدادا للامتحانات وكيفية محاربة الغش والعقوبات الزجرية التي تنتظر المترشحين،  ورئيس الحكومة أخرس لسانه شباط وأذاق حكومته طعم الحنظل ،وبدأ يراجع مكونات خطابه السردي البرلماني الذي علته السفاهة  مع المعارضة، أما الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان الحبيب الشوباني فقد كسرت مجدافه الغراميات  ومواضيع الأحوال الشخصية ولن يستطيع العودة من حيث أتى لأنه لن يجد غير العذل واللوم والتقريع  ..... 

الطلبة والمتعلمون يعيشون هذه الأيام على وقع الامتحانات وضوضاء المنصات وأضوائها الزاهية بالرباط  التي لم تترك لهم هدنة أو صمتا قصد التركيز، وحتى الذين هم على مسافة كبيرة من الرباط وراءالجبال المنسية والمهملة حين يفتحون  صندوق عجب الأخبار والسهرات بالبيوت يجدون أنفسهم مرغمين على المتابعة، ولا أحد قد نبه أن الوقت الذي تتم فيه البرمجة للمهرجان غير مواتية ولا مناسبة لتزامن الحدث مع الامتحانات في كل المدارس الوطنية الخصوصية والعمومية، ولم تنفع  دعوات المنع أو المقاطعة  التي رفع شعارها فيسبوكيون أو جمعويون  ولا الحملات الوطنية لإلغاء مهرجان موازين لكن المغاربة ألفوا منذ زمان أن الحوائج تقضى بالنسيان فتربوا على الخنوع والاستسلام حين لا تنفعهم شعاراتهم السلمية.

الحدث أصبح دوليا بامتياز حسب تصريح المشاركين، وسيعاد كل سنة في نفس  التوقيت، إن لم يزحمهم شهر رمضان ،والميزانية الخاصة للمهرجان دبرت نفسها بنفسها، ولم تعد في حاجة لدعم الدولة، ومعظم المغنيين الوطنيين يتحسرون على إقصائهم، وجينيفر لوبيز فقدت هذه الأيام سبع سنتيميترات من دائرة خصرها حسب مجلة" هيت " المتخصصة في أخبار النجوم،والتي تؤمن مؤخرتها بما يناهز 27 مليون دولار سنويا حسب موقع“بيبول”. ..لكن خسارتنا الكبيرة  نحن حين نخسر القيم  وتتشقق بذلك الأصول  الأصيلة، ونهدم الجزء الأكبر من تراث الحشمة الذي بناه كل المغاربة والذين تربوا عليه منذ تأسيس الدولة المغربية مرورا بسنوات  عهد الرصاص والجمر حتى العهد الجديد بحجة الانفتاح وتحت شعار عريض وقوي " مغرب الثقافات ".