جديد انفو - متابعة ( الصورة تعبيرية )
الجنوب الشرقي مساحاته كبيرة وعريضة وممتدة حتى الحدود، كانت في السابق محددة بالعرف وبعلامات طبيعية مرة بالجبال ومرة بالسدر او بالنخيل، وقد تتعرض هذه العلامات للتلف لأسباب طبيعية تتعلق بالتعرية والتقلبات الجوية والرياح وزحف الرمال فتضيع هذه العلامات دون قصد او تتعرض للتلف بفعل عوامل بشرية مقصودة قصد اغراض شخصية او قبلية.
هذه الحدود التقليدية الفاصلة بين اراضي قبيلة واخرى او جماعة واخرى لا يعرفها غير الشيوخ الذين عاشوا فترة الاستعمار او قبله بقليل وهم الان في طي النسيان ولا يمكن الاعتماد كثيرا على شهادات من بقي منهم حيا لانهم في حالة متقدمة من خرف السن.
هذه المساحات الجرداء أسالت لعب الكثير من المستثمرين او غير المستثمرين أمام غياب وثائق مضبوطة تحدد الحدود الحقيقية او غموض بعض الوثائق التي تمنح هذه الاراضي هبة لفئة دون اخرى وهم من نفس القبيلة مما سهل فعل السطو وأجج الصراع الظاهر والخفي حول هذه الاراضي، وقد يثير انتباه المارة على الطرقات بالجنوب الشرقي الكثير من العلامات على شكل اكوام من الاحجار او حرث بالجرار واحيانا بيوت صغيرة طينية تبنى ليلا او اشجار نخيل تعتبر جميعها علامات لتمليك هذه الاراضي .
وضع علامات على مساحات كبيرة من الأراضي التاريخية لجماعتي الطاوس والريصاني وغيرهما من الجماعات الترابية يطرح اشكالا كبيرا لتداخل حدود الجماعات ولا بد من وضع حد ل ' لهريف " او حوّاز " أو "خاطوف " او" لخطيف " دون سند قانوني ، ويستلزم الفعل التدخل كل من موقعه لوضع حد لهذه السلوكيات التي ستشعل لاحقا فتيل صراعات لا تنتهي ، وقد "شوهت" هذه الاكوام من الاحجار والخطوط منظر الصحراء للذين يبحثون عن راحة العين ودفء المكان من عشاق المغامرات في فيافي الصحراء ورمالها ويجب المراهنة مستقبلا على الجانب السياحي بدعم الاستثمار وتقنين القطاع لتكون المنطقة في مستوى التطلع تماشيا مع توجهات البلاد في سن الجهوية المتقدمة وانفتاح جهة درعة تافيلالت على اسواق سياحية عالمية جديدة وغير تقليدية عبر اسطول نقل جوي جديد بل يجب وضع حد ايضا للسماسرة المفترضين الذين يبيعون الوهم للناس بشكل فوضوي.