زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

الاحزاب السياسية  منذ زمان استحوذت على أهم مناحي  الحياة المدنية، وبخطاباتها استعاد المجتمع المدني ذات يوم  بعض حقوقه المدنية بالتقليل من شطط التدخل العنيف لسلطة المخزن، ومن استبداد الدولة، فتضاءلت  هذه  السلطة مع الخطابات الحزبية والحقوقية القوية وتآلف المجتمع مع هذا الخطاب سنينا لقدرته على الجهر بالحق في العيش الكريم .

هذه النقلة  في الخطاب الحزبي ولدت درعا مدنيا  تقوت به الهيئات الحقوقية وجمعيات المجتمع  المدني التي نافست الأحزاب في توجهاتها السياسية  التي انكسرت بتفريخ احزاب اخرى مشابهة لها في البرامج وبتوجهات معطوبة نفرت الشباب من الانخراط فيها، فعزف الكثير عن هذه الاحزاب لأنها شاخت  وامناؤها مازالوا متشبثين بالمقاعد فتكررت الوجوه في الجماعات والغرف والمجالس والبرلمان  ومجلس المستشارين ...

رئيس جماعة  الطاوس 'احماد بورشوق'  كان شجاعا قويا في كشف المستور في استجواب خص به الجريدة الالكترونبة  'جديد انفو' وضح فيه العديد من المفاهيم المتعقلة بالأحزاب، وبتجربة الشباب في الانتخابات الجزئية ليوم 7 يناير، بالقول بأن نجاح التجربة البرلمانية الشابة بالرشيدية على مستوى جماعة الطاوس  والفوز بمقعد برلماني  هو بمثابة تعاون فئات سياسية مختلفة، صوتت على التجربة الشبابية الطموحة الذي تقدمت باسم الوردة وهو الحزب الذي لا يوجد جذر ولا امتداد  له بالجماعة، واضاف "بورشوق" أن ما يفوق 95 من الاصوات المعبر عنها في الجماعة هي من صنع الفئات الشبابية وجميع الفاعلين السياسيين بمن فيهم رئيس الجماعة  ( بورشوق ) من حزب الاستقلال واخرون كلهم صوتوا على الشباب من اجل اعطاء فرصة  لتجربة جديدة، بمعنى اخر أن الاحزاب السياسية وتلاوينها لم تعد ذات اهمية ببرامجها المتشابهة وتدافعها الذي افرز واقعا سياسيا متشرذما ومعطوبا في تدبير الشأن العام بجهة درعة تافيلالت التي عرفت نوعا من لبلوكاج حسب نفس المتحدث .

السؤال  المطروح هل يستطيع شيوخ الاحزاب الاعتراف بفشل برامجهم وافراغ الكراسي التي عمروها اعواما وسنين من اجل الحراك التصحيحي الشبابي  للمشهد السياسي بالجهة ؟

رئيس جماعة الطاوس اقر باستعداده التخلي عن لون حزبه بناء على كفاءة المرشح من اجل خدمة مصلحة ساكنة المنطقة بغض النظر عن الانتماء السياسي، فهل  يستطيع فلان  ترك المصباح أو الكتاب أو  الحمامة  أوالسنبلة أو البراد أوالنخلة أوالخلالة .. من اجل حراك الشباب ؟  

إشكال الشيوخ بأحزاب الجهة أنهم  ينظرون لأنفسهم بأنهم مبدعون ومفكرون من درجات عالية، ويرفضون نعتهم بالعجزة لأنهم متكؤون على جهالة الأمة، فتحكموا فيهم بالوعود الزائفة وفعل الخير، وعلموهم  الطاعة بخطاب  'الساحر' الذي يمتلك القدرة العجيبة للسيطرة على الأشياء وتوجيهها، فحولوا بخطاباتهم  الكثير من اتباعهم  إلى مواطنين سلبيين خانعين وخاضعين  بالقوة والفعل  للحزب عبر ترديدهم  واجترارهم لنفس الخطاب .

التغيير الشبابي الذي انطلق بالجهة إذا أراد أن يصنع مشروعه المستقبلي و يرد التاريخ إلى مساره الصحيح ، على الشباب ان ينخرط فعليا بالتسجيل والتصويت لغسل التوجهات السياسية التقليدية المتجاوزة  وتنقيتها من أدران  التعفن بخطاب مؤسس على مبادئ جديدة تراعي التحولات الاجتماعية والاقتصادية والحداثية ..

شيوخ الاحزاب  لا يمكن ان تتراجع عن خطاباتها المعطوبة إلا بفطنة المجتمع المدني، وخلق مجتمع  شبابي مضاد  والتجربة الانية للشاب 'نوغو ' يمكن ان تعمم بالجهة، فما الحزب الذي فاز باسمه ما هو الا لون زكاه، لكن التجربة الشبابية  والرغبة في التغيير والتآلفات  السياسية هي من قوته واكسبته  مقعدا برلمانيا باستحقاق  .

واليكم بقية الحوار مع بورشوق بالفيديو :