جديد أنفو - الرشيدية / متابعة

ترأس الكاتب العام لولاية جهة درعة تافيلالت مساء السبت 31 يوليوز الجاري بالمركب الثقافي والاجتماعي والرياضي اولاد الحاج بمدينة الرشيدية مراسيم الاستماع للخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى شعبه بمناسبة الذكرى 22 لعيد العرش المجيد .
 
حضر هذه المراسيم الى جانب الكاتب العام لولاية جهة درعة تافيلالت، رجال  القضاء والسلطة، وشخصيـات مدنية وأمنية وعسكرية، بالإضافة لمسـؤولي المصالح الخارجية ومنتخبين وممثلي الهيئات السياسية ونقابيين وفعاليات من المجتمع المدني ...

حيث أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه أن وباء فيروس كورونا مازال موجودا، وأن الأزمة مازالت مستمرة، داعيا الجميع إلى ” مواصلة اليقظة، واحترام توجیهات السلطات العمومية، في هذا الشأن”.

وأوضح جلالة الملك، أن هذه المرحلة صعبة على الجميع، مشيرا جلالته إلى أنه يحس بمعاناة المغاربة.

وأضاف جلالته قائلا “إنها مرحلة صعبة علينا جميعا، وعلي شخصيا وعلى أسرتي، كباقي المواطنين، لأنني عندما أرى المغاربة يعانون، أحس بنفس الألم، وأتقاسم معهم نفس الشعور”.

وأشار صاحب الجلالة إلى أنه “ورغم أن هذا الوباء أثر بشكل سلبي، على المشاريع والأنشطة الاقتصادية، وعلى الأوضاع المادية والاجتماعية، للكثير من المواطنين، حاولنا إيجاد الحلول، للحد من آثار هذه الأزمة”، مجددا جلالته عبارات الشكر لكل الفاعلين في القطاع الصحي، العام والخاص والعسكري، وللقوات الأمنية، والسلطات العمومية، على ما أبانوا عنه من تفان وروح المسؤولية، في مواجهة وباء كوفيد-19.

وفي هذا السياق، ذكر جلالة الملك بمختلف المبادرات التي تم اتخاذها منذ ظهور الوباء للتخفيف من تداعياته، مشيرا جلالته في هذا الصدد إلى إحداث صندوق خاص لقي إقبالا تلقائيا من طرف المواطنين، وإطلاق خطة طموحة لإنعاش الاقتصاد، من خلال دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة المتضررة، والحفاظ على مناصب الشغل، وعلى القدرة الشرائية للأسر، وإنشاء صندوق محمد السادس للاستثمار “للنهوض بالأنشطة الإنتاجية، ومواكبة وتمويل مختلف المشاريع الاستثمارية.

وسجل جلالة الملك أنه “من حقنا اليوم، أن نعتز بنجاح المغرب في "معركة الحصول على اللقاح"، التي ليست سهلة على الإطلاق، وكذا بحسن سير الحملة الوطنية للتلقيح، والانخراط الواسع للمواطنين فيها”.

وخلص جلالة الملك إلى القول “إيمانا منا بأن السيادة الصحية عنصر أساسي في تحقيق الأمن الاستراتيجي للبلاد، فقد أطلقنا مشروعا رائدا، في مجال صناعة اللقاحات والأدوية والمواد الطبية الضرورية بالمغرب”.

ودعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى تغليب منطق الحكمة والمصالح العليا بين المغرب والجزائر، من أجل “تجاوز الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا “.

حيث قال جلالة الملك ” ندعو إلى تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا “.

وأوضح جلالته، في هذا الصدد، أن ” الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، و غير مقبول من طرف العديد من الدول “.

واعتبر صاحب الجلالة أن ” أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره ” ، مشيرا إلى أن ” ما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر؛ لأنهما كالجسد الواحد “.

وشدد جلالته على أن ” المغرب والجزائر، يعانيان معا من مشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات ، والاتجار في البشر “، لافتا إلى أن ” العصابات التي تقوم بذلك هي عدونا الحقيقي والمشترك. وإذا عملنا سويا على محاربتها، سنتمكن من الحد من نشاطها، وتجفيف منابعها “.

كما عبر جلالة الملك عن الأسف ” للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لا سيما في المحافل الدولية “.

وأضاف أن المغرب يحرص ” على مواصلة جهوده الصادقة، من أجل توطيد الأمن والاستقرار، في محيطه الإفريقي والأورو-متوسطي، وخاصة في جواره المغاربي “.

وإيمانا بهذا التوجه، جدد جلالته ” الدعوة الصادقة لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط ، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار “.

وأبرز أن ” المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان”، داعيا  ” فخامة الرئيس الجزائري ، للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك “.

وأكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس على أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر ” أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول “.

حيث قال جلالة الملك، ” ليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول “.

وأضاف جلالته ” فقناعتي أن الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، و شعبين شقيقين”، لافتا إلى أن ” إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله “.

وقال جلالة الملك، في هذا الصدد، ” قد عبرت عن ذلك صراحة، منذ 2008، وأكدت عليه عدة مرات، في مختلف المناسبات. خاصة أنه لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا، مسؤولين على قرار الإغلاق “.

” لكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمراره؛ أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا ” يقول جلالة الملك.

وتابع جلالته ” نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد؛ وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخیل، لا مكان له بيننا”، مضيفا أن ” ما يقوله البعض، بأن فتح الحدود لن يجلب للجزائر، أو للمغرب، إلا الشر والمشاكل؛ فهذا غير صحيح. وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد، خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة “.

وأكد صاحب الجلالة  على أن ” الحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول، التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام، من أطروحات مغلوطة، بأن المغاربة يعانون من الفقر، ويعيشون على التهريب والمخدرات “.

وشدد على أنه ” بإمكان أي واحد أن يتأكد من عدم صحة هذه الادعاءات، لا سيما أن هناك جالية جزائرية تعيش في بلادنا، وهناك جزائريون من أوروبا، ومن داخل الجزائر، يزورون المغرب، ويعرفون حقيقة الأمور “.

وخلص جلالته إلى أنه ” أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیکم منه أي خطر أو تهديد؛ لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا “.